يقول الشاعر الكبير إيليا أبو ماضي وهو يخاطب وطنه لبنان: وطن النجوم أنا هنا حدِّق أتعرف من أنا وما النجوم إلا شموس نائية في البعد، وهو هنا يشير لطبيعة لبنان الجبلية فكأنه بعلوِّه يحتضن النجوم، وهناك تورية جميلة خلف هذه الصورة. ووطننا (وطن الشموس) أذابتنا شمسه حتى فرزت منا الذهب من النحاس؛ فالرجال يعرفون وأنصاف الرجال يعرفون، فضوؤها الصاخب وحرها اللاهب كشفت العدو من الصاحب، كما أنها كشفت النفوس؛ فهناك رجال يستمد من عطائهم ويستضاء بفكرهم، فهم في قومهم كالشموس، وآخرون لا يستطيعون إلا أن يكونوا كالفؤوس معاول هدم أو أبواق شتم. هناك عبارة تقول: (إن المرأة تعيش امرأة وتموت امرأة) وهذا تميز لها وليس بتميز ضدها (وأما الرجل فيكون رجلاً على قدر استطاعته..) أي أنه لا يوجد سقف لعظمة الرجل ونبله، كما لا توجد نهاية لانحطاطه وسفالته.. أيّ ليس المعاول الموضوعي في أمر الرجولة هو الجنس. وطننا (وطن الشموس) قادر على حل تلك المعادلة وكشف هذه الملابسة. كم ذا أصاحب في الورى وأعادي من أجل عيني طفلة ببلادي شرعت برسم مشاعري وعواطفي فإذا بها تجري دماً بفؤادي نفسي فدا (وطن الشموس) فكم نضا عن وجه هذا الكون ظل سواد وعلى مراجل ناره، كم أُحرقت عقف المخالب من ذوي الأحقاد يستنسرون على ذوي نعمائهم وعلى العدوّ شراذم الأوغاد وعلى محارمهم همو أسد الشرى فنكأ، وللعرجاء غير شداد هاموا بكل شريعة بلهاء قد هتكت حناجرهم من الإرعاد فانظر وقد أنزلنا أرض كرامة أي المنازل حل فيها العادي..؟ *** يا ابن السعودي النبيل، تحية إن كنت قاطن حاضر أو بادي لك في ثرى الهادي الكريم منازل تأبى الخضوع لغير هدي الهادي ولك السراة تفوح عطر بطولة يستاف مع ريحانها والكادي وسواعد لك في الخليج كأنما قد اعطت المجداف فضل زناد وعلى تخوم الشام منبت نخوة ولواء اقدام وصدق جهاد وعلى ربى نجد ملاحم عزة وسيوف هند لم تبت بغماد لله وحدتك التي قد أمهرت بشعار توحيد.. بلا إلحاد هي وحدة، ما دار عفلق نخبها مع بعض ازلام له في نادي كلا، ولا دارت بفكر مغامر من نسل كل وكيعة وضماد لكنما من فوق صهوة سابح قد دارها حر طويل نجاد آباؤنا الغر الأماجد حوله عزم تروت منه عطش جياد *** يا ابن السعودي النبيل أثمّ من مجد فلم تمسك له بقياد..؟ تلك المآثر والمفاخر لم تزل شلال فيض دائم الإمداد لك منه عز الصولجان.. فغابر زاهٍ، وحال جاد بالإسعاد *** يا ابن السعودي النبيل؛ أهمة قعساء تعلى شأن أهل الضاد فشد الصروح على القواعد مثلما شاد الآلى واعل البنا بعماد عمد إذا تسمو لآفاق الذرى فكأن لها نحو السماء أياد..! لن تبلغ العلياء يوماً دونما عزم واتقان وحسن سداد هل ترتضي دوراً تكون به الصدى أنت الصدى والصوت أنت الحادي بالعلم تهدم جسر كل خرافة وتمد جسراً ثابت الأطواد وتعيد هيكلة الحياة لغاية نهضت على التخيطط والاعداد حتى إذا نلت المراد فحاذر من أن تكون كأهل جنة عاد الشكر للنعمى يديم بقاءها والجود يبقى الخير في الأجواد فإذا علا صوت كير ناعق وسعى يكدر صفو جو هادي فارسل غناءك في الفضاء مجلجلاً عذب الروي موقع الانشاد: من مبلغ عنا الحسود مقالة أنا نسر لكثرة الحساد.. *** يا موطني.. نهديك ألف تحية في يومك الزاهي كما الأعياد ما كان يوماً واحداً؛ إذ أننا بحماك عشنا الدهر في أعياد هذي الثمانون وعام، إنا سنن ازهار سجلت بمداد في يوم جمعتنا حالت، فنحن في فرحين منه ومنك في ميعاد يا طيبة من موعد، تزكو به الدعوات في الصلوات للعُباد لهم أحي بنا الضمير، فإنما موت الضمير مآل كل فساد واجمع على الحق القلوب، وصن به وطناً هو الميراث للأحفاد وطني.. يمينا، لا يفرق سماك ال مجموع غير مخاتل ومعادي وطني يميناً، لا يهدد أمننا إلا شقيٌّ.. أو مريضٌ (سادي) وطني.. يميناً، أنت.. ضميرنا من ذا يبيع ضميره بمزاد!!؟