أوضح الدكتور أحمد بن سعد آل مفرح عضو مجلس الشورى رئيس لجنة الشئون التعليمية والبحث العلمي بالمجلس، أنّ القرار الحكيم بإنشاء الجامعة الإلكترونية، يأتي تتويجاً لجهود خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - ورغبة واستشعاراً منه بأهمية التقنية، ليس فقط في معالجة الشأن الإداري عن طريق الحكومة الإلكترونية، بل يتعدّى ذلك إلى التواصل والتعليم عن بُعد، وأردف الدكتور أحمد قائلاً: الجامعة الإلكترونية عملياً تأتي في سلسلة الإجراءات التي تم اتخاذها لإتاحة الفرصة أمام الطلاب والطالبات لمواصلة دراستهم الجامعية، حيث إنّ الانتساب في الجامعات نافذة مثالية لإتاحة الفرصة أمام الراغبين لمواصلة تعليمهم ممن لا تسمح لهم ظروفهم بالدراسة انتظاماً، ولا تنطبق عليهم شروط الدراسة، مشيراً إلى أنه قد برز في الآونة الأخيرة التعليم الافتراضي والتعليم عن بُعد، من مؤسسات تعليمية خارج المملكة، هدف بعضها الربح المادي فقط، دون مراعاة الأعراف الأكاديمية والتعليمية، مما نتج عنه ضعف المخرجات وهدر واضح للمال، وعدم قبول لتلك الشهادات في قطاعات التوظيف المختلفة. ومضى الدكتور آل مفرح يقول: من هنا جاءت الحاجة الحقيقية لإيجاد جامعة إلكترونية تحقق العديد من الأهداف، وتؤطّر للتعليم عن بُعد ضماناً لجودة المخرجات، وتسهم في إتاحة الفرصة للطلاب والطالبات الاستفادة من برامج التعليم العالي، ومن جهة أخرى فإنّ الجامعة الإلكترونية قد تسهم في وضع المعايير المناسبة للتعليم الافتراضي، حيث الحاجة ملحّة جداً لإيجاد بدائل مناسبة لمعامل العلوم الطبيعية التقليدية ومعامل تعليم اللغات، وهذا يمكن أن يوفر الوقت، ويقلّص الهدر المادي المخصص للمعامل التقليدية التي تحتاج للمواد الطبيعة، والتي يمكن أن تستخدم في بيئة غير آمنة. وتابع رئيس لجنة الشؤون التعليمية والبحث العلمي قائلاً: ثم إن الجامعة الإلكترونية قد تسهم في دعم وتطوير نظام الانتساب في الجامعات الحكومية، حيث إن لدى الجامعات في المملكة العديد من التجارب والخبرات التراكمية في هذا الشأن، وحان الأوان للإفادة من التجارب العالمية والتوجهات الحديثة واستخدامأدوات العصر في هذا الجانب، مضيفاً القول: كما أن الجامعة الإلكترونية ومن خلال قاعاتها الافتراضية والربط الإلكتروني الفضائي، سوف تساهم في إيصال برامج التعليم العالي إلى المحافظات والمراكز التي ليس لها فروع من الجامعات أو الكليات، وبهذا يتاح لن يسكن في تلك الأماكن للاستفادة من التعليم العالي بتكلفة أقل وعدد أعضاء هيئة تدريس أقل. واختتم عضو الشورى قائلاً: وهذه القاعات يمكن لها أن تكون كذلك رافداً مهماً من روافد التدريب الإلكتروني والتواصل بين مراكز التدريب وخدمة المجتمع في الجامعات الحكومية وغير الحكومية، وكذا التدريب لمدارس التعليم العام، وقد تشكّل هذه الجامعة نموذجاً يمكن له أن يقدم آلية بديلة لتدريس بعض المقررات لبعض المدارس في التعليم العام، في المدارس البعيدة التي يعاني بعض المعلمين والمعلمات صعوبة في التنقل بينها، وتضع المعامل الافتراضية في المدارس ما يمكن الاستفادة منه في التعليم العام، خصوصاً أنّ المدارس منتشرة في كل وادٍ وسهل وسفح جبل من وطننا المعطاء.