كانت الجزيرة العربية قبل تاريخ 5-10-1419ه مسرحاً للتمزق والاختلاف والفقر والجهل والعادات الجاهلية حيث كانت الجزيرة العربية مقسمة إلى إمارات صغيرة يحارب بعضها بعضا لأتفه الأسباب. ومع بداية التاريخ المشار إليه انطلق الملك عبدالعزيز- رحمه الله- ورجاله المخلصون في سبيل تغيير هذه الأوضاع التي تعيشها الجزيرة العربية، فبدأ بالرياض عاصمة آبائه وأجداده الكرام وبعد نجاحه في فتحها انطلق مع رجاله ومع من انضم إليهم لفتح بقية مناطق الجزيرة العربية حيث استكمل هذه المهمة التاريخية سنة 1349ه بفتح منطقة جازان وفي سنة (1351ه) تم الإعلان عن قيام المملكة العربية السعودية لتبدأ بعدها مرحلة استحداث الأجهزة الإدارية وإصدار الأنظمة حيث صدرت التعليمات الأساسية التي تنظم مختلف جوانب العمل في المملكة، وتم إنشاء مجلس الوكلاء وهو بمثابة مجلس وزراء والعديد من الوزارات كالخارجية والداخلية والدفاع والمالية، كما تم إنشاء مجلس الشورى وقبل وفاة الملك عبدالعزيز سنة 1373ه بعدة أشهر تم إنشاء مجلس الوزراء ليحل بدلاً من مجلس الوكلاء، حيث ضم بالإضافة للوزارات السابقة وزارات المعارف والصحة والمواصلات والتجارة والزراعة. وقد اهتم الملك عبدالعزيز منذ اكتمال التأسيس حتى وفاته رحمه الله بتوطيد الأمن والاستقرار ووضع أساسيات الدولة رغم الإمكانات المادية المحدودة حيث لم يكتشف البترول إلا سنة 1357ه وبكميات محدودة. وبعد وفاة الملك عبدالعزيز رحمه الله سنة 1373ه تولى الحكم بعده ابنه الأكبر وولي العهد الملك سعود رحمه الله الذي ركز على إكمال ما بدأه والده في تعزيز الاستقرار ووضع أساسيات الدولة من أنظمة وأجهزة إدارية حيث تم استحداث العديد من الأجهزة الإدارية، كما اهتم بالعناية بالتعليم وصحة المواطنين وقد استمر حكم الملك سعود إلى سنة 1384ه حيث تولى الحكم بعده أخوه وولي عهده الملك فيصل الذي استهل حكمه بالعمل على تقوية جهاز الدولة وإصداره المراسيم العديدة التي تعزر مستوى التنمية في المجتمع السعودي، وكان من أهم تلك المراسم، المرسوم الخاص باستحداث صندوق التنمية العقارية، الذي ساعد المواطنين في تأمين السكن المناسب، كما أسس الملك فيصل للتنمية الطموحة بما يعرف بخطط التنمية حيث صدرت خطة التنمية الأولى في عهده، وقد بلغ عدد الوزارات في عهده (14) وزارة حيث استحدث إضافة لما سبق وزارات البترول والثروة المعدنية، والعدل، والحج والأوقاف، والعمل والشئون الاجتماعية، والإعلام. وبعد وفاة الملك فيصل رحمه الله 1395ه تولى الحكم بعده أخيه وولي عهده الملك خالد رحمه الله حيث شهدت البلاد في عهده طفرة اقتصادية كبيرة كان لها أثرُ كبير في الرفع من مستوى الوطن والمواطنين. وبعد وفاة الملك خالد رحمه الله سنة 1402ه تولى الحكم بعده أخوه وولى عهده الملك فهد- رحمه الله- الذي واصل العمل على إكمال تنمية هذا الوطن حيث صدرت العديد من خطط التنمية في عهده، كما اهتم بتشجيع الصناعة الوطنية ومنها صناعة المواد الكيميائية حيث استحدثت الهيئة الملكية للجبيل وينبع وشركة سابك لهذا الغرض، كما أن الملك فهد جنب البلاد مخاطر محدقة سنة 1990م على أثر احتلال الكويت من قبل العراق. وفي سنة 1426ه دخلت بلادنا مرحلة مشرقة جديدة عندما تولى الملك عبدالله بن عبدالعزيز- حفظه الله- مقاليد الحكم حيث ركز خلال السنوات الست الماضية على رفع مستوى التنمية وبالذات في مجالي التعليم والصحة فقد بلغ عدد الجامعات (25) جامعة بعد أن كان عددها ثماني جامعات، كما اهتم بتعزيز الاقتصاد الوطني وإيجاد فرص العمل بإنشاء المدن الاقتصادية العديدة، كما اهتم أيده الله بتأمين السكن الملائم للمواطنين وزيادة رواتب الموظفين والمتقاعدين، كما عزر رعاه الله من مكانة المملكة في المجال الدولي.