تأتي ذكرى اليوم الوطني الواحد والثمانون لبلاد الحرمين الشريفين في غرة الميزان الموافق 23 سبتمبر 2011م الذي يصادف يوم الجمعة 25 شوال 1432ه وهو اليوم الأغر الذي أكمل الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود طيب الله ثراه توحيد هذا الكيان الراسخ البنيان، المملكة العربية السعودية تحت راية التوحيد (لا إله إلا الله محمد رسول الله) كان ذلك إيذانا بإحياء دولة الإسلام وبناء دولة اتخذت من الكتاب والسنة دستوراً لها ومنهج حياة في جميع شؤونها، يأتي انسجاما مع التلاحم الوثيق والارتباط القوي بين القيادة وأبنائها. هذا اليوم الذي يعتبر نموذجاً حياً للوحدة الوطنية وللبذل والعطاء يوم علت فيه كلمة الحق وانتصرت على الباطل وحارب فيه الإمام الملهم طيب الله ثراه لما هو مخالف لما جاءت به الشريعة السمحة فكان أن انتصر بتوفيق الله عزّ وجل، أسس هذا الكيان على تقوى من الله فحافظ على القيم الإسلامية وتقاليدنا العربية العريقة الأصيلة معتمداً على خالقه عزّ وجل في كل أموره، فالتف الشعب قاطبة حوله وكلهم عزم وهمة وإصرار على مناصرته رحمه الله والمضي قُدماً بهذه الدولة العملاقة إلى مصاف الدول المتقدمة. أصبحت المملكة العربية السعودية والحمد لله عزًا للإسلام وعوناً للمسلمين بعد الله سبحانه وتعالى، خادمة وقائمة على المقدسات الإسلامية، ناصرة للحق وللمسلمين وكل قضايا الأمة في أرجاء المعمورة وعنصر فاعل بين الأمم لها حضورها وثقلها، الاقتصادي، السياسي، الاجتماعي والثقافي لأننا ضمن هذه المنظومة العالمية. تمر علينا هذه الذكرى العطرة لنستلهم العبر والدروس مسيرة القائد البطل الملهم أبو تركي رحمه الله وهذه الملحمة البطولية التي ما زالت عالقة في أذهاننا وفي وجداننا يتذكر المواطن السعودي وكل من عاش على ثرى هذه الأرض الطيبة بكل فخر واعتزاز هذه المناسبة التاريخية الغالية على قلوبنا التي تم فيها جمع الشمل ولم شتات هذه الدولة المترامية الأطراف وتوطيد أمنها واستقرارها بعد ما كان النهب والسلب والجهل والتخلف يعج فيها.. جمع كلمتها ولملم صفوفها رغم اتساع أراضيها وصعوبة تضاريسها ووعورة مسالكها التي كانوا يعانون منها سكانها البدو الرُّحل، استطاع الملك المؤسس بحِنكته وثاقب بصيرته واستقرائه للمستقبل وقبل ذلك إيمانه الراسخ بالله عزّ وجل أن يضع ويؤسس قواعد هذا البناء الشامخ ويُشيّد انطلاقاته وثوابته وأركانه التي ما زلنا والحمد لله نتفيأ ظلالها الوارفة ونقتبس منها لتُنير حاضرنا ونستشرف بها ملامح ما نتطلع إليه إلى غدٍ مشرق وضاء إن شاء الله يحمل كل الآمال والطموحات من الرقي والتقدم في سعينا الحثيث والدائم لكل ما من شأنه رفعة وعز الوطن المعطاء ورفاهية وخير وكرامة المواطن الذي هو الهدف الرئيس في كل خطط التنمية لقيادة بلادنا رعاهم الله. إن المنجزات الحضارية الفريدة والشواهد الكبيرة التي أرست قاعدة صلبة لانطلاقة مباركة وثّابة لحاضر زاهٍ ومستقبل يُبشر والحمد لله بكل معطيات الخير لوطن تتواصل فيه مسيرة الخير والنماء تتجسد فيه معاني الوفاء والانتماء لقادة نذروا أنفسهم وأخلصوا لله ثم لشعبهم وتفانوا في رفعة وطنهم حتى أصبحت لهم مكانة مرموقة بين الأمم. حمل الراية من بعده رحمه الله أبناؤه البررة الملوك سعود، فيصل، خالد، فهد طيب الله ثراهم يُكملون ويعلون البناء إلى عهد سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز العهد الزاهر وسمو سيدي ولي العهد الأمين الأمير سلطان بن عبد العزيز وسمو سيدي النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير نايف بن عبد العزيز رعاهم الله يواصلون تكملة وعلو البناء نرى ونلمس المشاريع تلو المشاريع في جميع مناحي الحياة مشاريع عملاقة وجبّارة حيث انطلقت عجلة البناء والنماء مع بداية تأسيس هذا الكيان العظيم ولن تتوقف إن شاء الله إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.. يأتي في مقدمة هذه المشاريع وأبرزها توسعة الحرمين الشريفين والتي تعتبر أكبر توسعة على مر التاريخ والتي حظيت باهتمام ومتابعة دقيقة من قبل الملك المبارك أبو متعب أدامه الله، حيث التوسعة الشمالية للمسجد الحرام تتسع لضعف المساحة الحالية تم مؤخراً الموافقة على توسعة مساحة المطاف بإنشاء منطقة موازية للدور الثاني على شكل دائري تقريبا تستوعب إلى مائة وستين ألفا من الطائفين في الساعة مما ينعكس على انسيابية الطائفين مما يكون لها أبلغ الأثر في تسهيل وفك الاختناق عن ضيوف بيت الله الحرام من حجاج ومعتمرين وفي مدة أقصاها ثلاثسنوات. الانتهاء من البُنى التحتية لمشاريع منطقة المشاعر والتي والحمد لله انعكست على سهولة ومرونة أداء الحجيج لنسكهم خاصة بعد الانتهاء من جسر الجمرات وأدواره الأربعة، قطار المشاعر والذي يعمل إن شاء الله بكامل طاقته في حج هذا العام 1432ه إلى هنالك من مشاريع تنموية حضارية عديدة سبق التنويه عنها.. وآخرها جامعة الأميرة نورة بمدينة الرياض والتي تعتبر أكبر مدينة جامعية في العالم، مشروع شبكة القطارات التي سوف تربط مدن المملكة ببعضها خلال الثلاث السنوات القادمة إن شاء الله. وأصبحت مكةالمكرمة هي التوقيت العالمي للأرض بتشييد ساعة مكةالمكرمة التي تعتبر أعلى ساعة في العالم ومعلماً حضارياً بارزاً. يومنا الوطني لهذا العام حفل بالكثير من قرارات الخير المتدفق كانت حزمة من القرارات التاريخية للملك المبارك العادل عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله والتي كانت جميعها تصب في رفعة وعز وخير المواطن ساهمت في رفع مستوى معيشته وحمل الكثير عن كاهله مما كان لها أبلغ وعظيم الأثر لدى جميع أبناء شعبه الوفي مثمنين ومقدرين هذه اللفتة الأبوية والحانية من لدنه حفظه الله ورعاه مبتهلين ورافعين أكف الضراعة إلى الله عزّ وجل أن يديم على بلادنا أمنها واستقرارها وأن يُسبغ على خادم الحرمين نعمه ظاهرة وباطنة وأن يلبسه عزّ وجل ثوب الصحة والعافية ويمد في عمره المديد وأن يبارك في ولي عهده سمو النائب الثاني والأسرة الحاكمة وحكومته الرشيدة إنه سميع مجيب.