ما أروع الحقيقة عندما تنصفها الأرقام والإحصائيات التي تنطق بالواقع.. والبعيدة عن العاطفة والميول التي تشطح بالكثير من المتعصبين الذين تخيفهم الأرقام والحقائق فتجدهم لا يتطرقون لها وإنما بضاعتهم هي الصوت العالي الأجوف من أي حقيقة.. همهم الأول اللهاث خلف عثرات الأبطال والناجحين لإثارة الغبار في طريقهم.. وإذا تكلمنا عن الحقائق والأرقام فحتماً سيتبادر إلى أذهاننا الإحصاء السنوي الرسمي للأبطال والبطولات الذي نشر في جريدة الحقائق والأرقام (الجزيرة).. فقد وضع هذا الإحصاء الأندية في حجمها الطبيعي دون اعتبار لغثائها الإعلامي الذي يضحك منه العقلاء لأنه يسقط أمام أول رقم أو إحصاء حقيقي.. وهذا ما حصل بعد الإحصاء السنوي لهذا العام للبطولات والأبطال.. فقد شاهدنا أندية صغيرة بإمكاناتها كبيرة برجالها حققت بطولات عجزت عنها أندية الضجيج الإعلامي.. ومن ذلك على سبيل المثال فريقا الفتح وعكاظ، فقد حقق الفتح الوصافة بسبع وعشرين بطولة وعكاظ حقق أربع عشرة بطولة (الأول ماركة هلالية سنوية)، بينما نادي النصر على سبيل المثال لم يحقق سوى بطولة يتيمة على الرغم من ظهوره الدائم في الإعلام.. مع أن الحقيقة والواقع تثبت أن فريقي مضر وهجر أقوى من النصر وذلك من خلال الأرقام الواقعية للبطولات، حيث إنهما حققا أكثر من ثلاث بطولات؟!.. إلا أن الظلم الإعلامي يهضم حقوقها والمفترض أن يكون الظهور الإعلامي للأندية حسب بطولاتها لأن البطولات هي التي تصنع الحدث وهي مادة الإعلام الدسمة.. إلا أن طغيان الصوت الأصفر على الإعلام خاصة من خلال القنوات الفضائية يجعل فريقه حاضراً على الرغم من الفجوة الفنية الكبيرة بين النصر والأندية الكبار وعلى الرغم من بُعده الكبير عن طريق البطولات» كل ذلك لأنه يملك إعلاما قويا.. وهذا من حق محبيه.. ومع ذلك يوجد - ولله الحمد - إعلاميون شرفاء محايدون يعطون أندية البطولات حقها بكل موضوعية.. لذلك ما أجمل التوازن في كل الأمور.. وكلنا أمل في إعلامنا النزيه بأن يُعطي جميع الأندية الأبطال حقها من الظهور الإعلامي. كما نأمل من أندية الغثاء الإعلامي التي عجزت عن السير خلف الأبطال أن تراجع خط سيرها وأن تعمل على تطوير نفسها وأن تقتدي بأندية (هجر) و( مضر) الكبيرة برجالها الصغيرة في إمكاناتها.. ثم بعد ذلك تفكر في ملاحقة الأربعة الكبار من هلال وأهلي وشباب وإتي. سليمان العجمي