سعادة رئيس التحرير الأستاذ خالد المالك المحترم طالعت في عزيزتي الجزيرة بتاريخ 25 رمضان 1432ه ما كتبه الأستاذ سليمان الحربي تحت عنوان (د. الخراز وهذا الموقف الإنساني مع ابنتي)، وبلادنا ولله الحمد والشكر تذخر بمثل هذه الكوادر التي تسعى إلى تطبيق توجيهات خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله- الذي دائماً توجيهاته الكريمة تدعو إلى خدمة المواطن والمقيم وسياسة الباب المفتوح مع الجميع، وما كتبه الأستاذ سليمان جعلني أتذكّر موقفاً كان بطله معالي الدكتور أحمد محمد السناني وكيل وزارة الداخلية لشؤون المناطق حينما كان وكيل وزارة التربية والتعليم، حيث إنه سقط اسمي في حركة نقل المعلمين ووجدت أن هناك من نُقل وأنا أحق منه فقال الجميع خيرها بغيرها وإذا كان ما عندك حرف «الواو» لن ينفعك أحد، وتوجهت بعد الله إلى والدتي الغالية التي تنتظر نقلي بفارغ الصبر وخصوصاً أنني وحيدها وقالت توجه بعد الله تعالى إلى وزارتك وسوف تجد من ينصفك لأن ولاة الأمر ما يضعون في مثل هذه المناصب إلا الرجل المناسب وفعلاً توجهت إلى الوزارة ولا أعرف فيها أحداً وعندما توجهت إلى أحد الموظفين قال الحركة صدرت وإذا كان عندك اعتراض اكتبه وبعد شهور نرد عليك وحينما سمعني أحد الإخوة وأنا أشرح للموظف ظروفي قال يا أخي عليك أن تتوجه إلى الدكتور أحمد ولن تخرج من مكتبه إلا وقد أخذت حقك والجميع يذكره بخير مما بعث في الاطمئنان والراحة ووصلت إلى مكتبه وكان يغص بالمراجعين وقلت في نفسي كيف أتمكن من مقابلته مع هذا الأعداد الكبيرة وخصوصاً أننا في شهر رمضان وقد سمعت من أحد المراجعين أن الدكتور في كثير من الأيام يداوم إلى المغرب ويتناول الإفطار في مكتبه وحينما أخبرته بما حدث لي وتأكّد من الخطأ الذي تعرضت له قدّم في البداية الاعتذار وقال سوف تُنقل إلى المنطقة التي ترغب فيها وسوف نتواصل معك وفي أقل من 24 ساعة وإذا بالدكتور أحمد يتصل شخصياً ويخبرني بأنه تم نقلي. هذه هي الكوادر التي نفتخر بها والتي تستحق التقدير والشكر، والإخلاص في العمل يجد صاحبه الأجر والثواب عند الله تعالى والبركة في المال، ويجد كذلك التقدير من ولاة الأمر ويجد محبة الناس له حتى بعد التقاعد، وللأسف الشديد نجد بعض الموظفين من يتحدث إلى المراجعين بتكبر وغرور ومقابلته تحتاج إلى مواعيد وأيام ويجهد إذا قابل أكثر من ثلاثة أشخاص وقد وضع له أكثر من سكرتير ومدير مكتب مع أن إدارته لا تحتاج إلى ذلك ولكن إحساسه بالنقص جعله يفعل ذلكلاعتذار عنده عن الخطأ خط أحمر ولا يقبله وإذا وصل الأمر فإن كبش الفداء جاهز وجعله يتحمّل الخطأ، مبدع في الابتسامة عند الفلاشات تحسده وأنت تشاهد صورته في الصحف على بشاشته وتشفق عليه وهو بمكتبه مما يحمله من تكشير وعبوس وإذا تعرضت إدارته إلى نقد هادف من أي كاتب حتى ولو كان كاتباً لا يمثّل الصحيفة أعلن الحرب ضد الصحيفة وتم إلغاء الاشتراك فيها ومعاقبة الموظف الذي يتصفحها في أوقات الدوام وحجب جميع الأخبار والإعلانات عن هذه الصحيفة لكي تكون عبرة للجميع وبعد تقاعده يجد أنه خسر محبة الناس كما خسر منصبه والمطبلين له وأعانه الله على ذلك. وما أجمل التواضع والإخلاص في العمل الذي سوف تمضي فيه وقتاً ثم تغادره، فاجعل بصمة حسنة وقصصاً جميلة تكون نموذجاً لمن يتقلّد هذا المنصب بعدك. خالد عبد الرحمن الزيد العامر البدائع