لك الحق أن ترتكب كل أنواع المخالفات التي يحظرها قانون بلدك والقانون الدولي وكل القوانين التي تسمع عنها، فهذه المخالفات التي ترتكبها لن تخرجك مهما عظمت من دائرة حقوقك الإنسانية، وثق أنك ستجد من يناصرك ويبرر ما تفعله أياً كانت هذه المخالفات. ولك مطلق الحرية أن تفعل ما تشاء وأن تختار المسار الذي تريد، فتكون شاذاً أو رافضاًَ لكل القيم المعمول بها، أو معارضاً تلقي بخطبك غير البليغة وتبثها عبر قناتك الفضائية الخاصة أو ترتجلها أمام حشد من الناس لا يجدون ما يملأ فراغ أوقاتهم لتكون لهم الفعالية التي يبحثون عنها لملأ هذا الفراغ، أو تكون إن شئت مروجاً لأفكارك المنحرفة عبر روايات لا يقرأها الناس ليستفيدوا إنما لحبهم للفضائح وما هو مخالف لواقعهم. اختر ما شئت فالأمور ستبقى في مفهوم هذا العالم الغريب تحت دائرة حريتك الشخصية واختياراتك التي وإن حاربك الناس والقانون فيها أو أوقفتك السلطات لأجلها، ستبقى إنسانًا لك حقوقك وستعامل بموجب هذه الحقوق وسيُخصص لك محامون للدفاع عنك وعن قناعاتك، وربما إن حالفك الحظ ستجد من يتبع هواك وينشر رؤاك وأفكارك. كن ما تريد، المهم أن تفعل ما تفعل دون أن تفهم، لأن الجريمة الوحيدة التي يتفق الجميع على أنها لا تغتفر، ولا تجد فيها من يدافع عنك، والتي ستسلبك كل حقوقك المزعومة وتجردك من إنسانيتك هي أن تفهم، فالفهم في زمننا هذا أبو الجرائم يُغفر ما دونه إلا هو... فاذهب مباركا إلى ما تريد وافعل ما شئت بعد أن تغلق عقلك عن فهم ما يجري... والله المستعان. [email protected]