يعرف الموظف الغليظ بأنه: شخص يستخدم أسلوب المضايقة والغلظة في تعامله مع الآخرين للضغط عليهم من أجل استغلاهم، يوصف بأنه شخص ثقيل وغير مرغوب فيه من قبل زملائه، يفتقر إلى كثير من القيم الأخلاقية السوية، كما يفتقد إلى كثير من الأساليب التربوية، يدخل أنفه في كل شيء سواء كان الأمر يخصه أو لا يخصه، ويتسم بأنه ضعيف الثقافة وقليل الحصافة، لا شك أنك عندما تتحدث معه لأول مرة تحكم عليه بأنه بليد الإحساس وفاقد المشاعر، لا يهتم كثيرا بشكله أو مظهره أو بمن أمامه. ليس لهذا الموظف ميزة تميزه عن غيره إلا إطلاق نظراته البلهاء، وكأنه يقرأ كتابا قد سطر على جبينك، ولا يوضحه إلا اندفاعه إليك والوقوف على أحد قدميك، لا يعرف للخجل طريقا ولا يعلم للحياء سبيلا، ولا يتوانى هذا الموظف في إطلاق الكلمات السخيفة والعبارات الرديئة والنكت البايخة خاصة إذا رأى أناسا لا يعرفهم كالضيوف والمراجعين وغيرهم، وثالثة الأثاثي أن هذا الموظف يعتقد بأن هذا الأسلوب من أساليب خفة الدم واللطافة ولا يعرف المسكين أنه قد أحرج من حوله من زملائه ورؤسائه. وأما من ناحية العمل فهو لا يختلف كثيرا عن صفاته الأخلاقية السلبية وسلوكياته الوظيفية الغبية، يؤدي عمله بارتجال وينفذ مهامه باستعجال، يفتقد إلى تنظيم الأوراق والملفات ويتضايق من الأوامر والتوجيهات ويقع في كثير من الأخطاء والزلات. يتصف بأنه بطيء الفهم وضعيف الإدراك ومروج للإشاعات، ولا شك أن كثيرا من الرؤساء ينفر من هذا الموظف ولا يرغب أن يعمل معه في إدارته حيث إن المدير الذي سبق أن طلب موظفا جديدا إذا علم بمقدمه أخذ يصيح بملء فيه بأنه لا يريد موظفا جديدا وأن الأمور في إدارته أصبحت في أحسن حال. لا جرم أن هذا الموظف يعاني من ضغوط نفسية كبيرة فتجده يشعر بالضيق وعدم الارتياح عند نجاح أحد زملائه في تحقيقه إنجازا متميزا في العمل، ولذلك يسعى إلى التسلق على حساب زملائه عن طريق نسب بعض أعمالهم إليه، كما أنه يحاول جاهدا الحصول على مميزات أو منافع خاصة به لا ينافسه عليها أحد من زملائه، ولا يتردد في إبراز ذلك للآخرين وأنه جاء بفضل جهوده وإمكانياته وتقديرا لذاته. أما الطريقة المناسبة للتعامل مع الموظف الغليظ فتتلخص في متابعة أدائه أولا بأول ولفت نظره إلى أخطائه وزلاته، وينبغي استخدام الأساليب الإدارية التربوية المناسبة مع هذا النمط كأن تعرض مقترحاته على زملائه لإبداء الرأي أمامه في الاجتماعات ويلفت نظره منفردا إلى السلوك المرغوب فيه في بيئة العمل، ومن المناسب أن يمنح فرصة للتدريب خاصة في برامج السلوك لتطوير مهاراته التعاملية مع الزملاء والرؤساء والمراجعين، كما أنه من المناسب أيضا أن توكل إليه مهام وظيفية يمكن قياسها مع عدم تكليفه بالتعامل مع المراجعين حتى يتم التأكد من تحسن سلوكياته. والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. - عضو هيئة التدريب بمعهد الإدارة [email protected]