لا شك أن المجتمع المسلم يعي جيداً دورة في موضوع التكافل الاجتماعي ولعل أزهى وأجمل صورة تتضح من خلال ما نشاهده يوميا من خلال الموائد الرمضانية وسواء ما يكون بساحات المساجد أو ما يتم في الطرقات العامة واللوحات الإرشادية لتفطير الصائمين وتوزيع العبوات الجاهزة من التمر واللبن والماء على الطرقات العامة حيث يقوم بذلك الكثير من الشباب صغاراً أو كباراً، ولا غرابه في ذلك فديننا يحثنا على إفطار الصائمين لما فيه ذلك من الأجر العظيم، وسلفنا وآباؤنا وأجدادنا ودولتنا وفقها الله كل يعمل في مشاريع الخير هذه ومع ذلك التكافل إلا أن هناك أمراً لابد أن نضعه في حسباننا وهو موضوع التعاون بيننا حيث يمكن أن نسميه بالتعاون الجماعي ونحمل بعضنا بعضا في في توفير الخدمات الضرورية فقد يكون لدينا إسراف واستنزاف بقصد أو بدون قصد في استهلاكنا للطاقة وأقصد الكهرباء التي تكاد تنوء بالحمل وذلك واضح وجلي في بعض المناطق وقد لا تكون في المدن الرئيسية، ولقد شاهدت ذلك جلياً عندما زرت أحد الأصدقاء لتعزيته في وفاة والده ووجدناه داخل المسجد فظننت أن اجتماعهم سيكون للعزاء في المسجد ولكنه أفادني أن هناك انقطاعاً في الكهرباء ويحدث لأكثر من مرة ولو سلمنا جدلا أن هناك خللاً أو ضعفاً، فلا بد أن نشير وبكل تجرد إلى أننا شركاء في هذا الخلل حيث لا نهتم بالآخرين ويهمنا في المقام الأول أنفسنا ولو استحضرنا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: (والله لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه) لتغيرت نظرتنا ولسمونا وتطورنا، ومع أن هذا الإسراف في استخدام الطاقة له خطورته وانعكاسه على مستقبلنا إلا أننا للأسف لا نسلط عليه الإعلام ونضعه تحت دائرة الاهتمام، لذلك يجب أن يكون هناك حملة إعلانية إعلامية مستمرة للترشيد في استخدام مدخراتنا سواء كان كهرباء أو ماء ومما تجدر الإشارة إليه أن خطباء مساجدنا -وللأسف- كأن هذا الأمر خارج جدولة اهتمامهم ولا يعني لهم شيئاً، لا بأس أن يكون هناك مواعظ وترغيب وتذكير بالأعمال الصالحة ونهي عن الأعمال السيئة، ولكن مثل أمور الحياة ومعايش الناس وسبل تحضرهم لا بد أن تقع وفق دائرة اهتمام المساجد ويجب أن يحضر درس أسبوعي تثقيفي من خلال المسجد، لتوعية الصغار والكبار والعمل للحفاظ على تلك الثروة بدل تبديدها وعدم الاكتراث بها كما هو مشاهد وللأسف عند الأغلبية. والله ولي التوفيق. - مدير عام المهرجان الوطني للتراث والثقافة [email protected]