اكتسبت التمور قيمة خاصة ومنزلة رفيعة في الإسلام إذ يقول المنعم الباري سبحانه وتعالى يُنبِتُ لَكُم بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالأَعْنَابَ وَمِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ . وأوضح اخصائي التغذية في مستشفى الملك فهد التخصصي في مدينة بريدة سلطان بن عبدالعزيز الغنيم أهمية الإفطار على التمور مستشهدا بقول النبي محمد صلى الله عليه وسلم « إذا أفطر أحدكم فليفطر على تمر فإنه بركة فإن لم يجد تمرا فالماء فإنه طهور « رواه الترمذي، وقال « إن هذا إعجاز نبوي أثبتته الدراسات العلمية والأبحاث فعند نهاية مرحلة ما بعد الامتصاص في نهاية الصوم يهبط مستوى تركيز الجلوكوز والأنسولين في الدم وخاصة في دم الوريد البابي الكبدي وهذا بدوره يقلل نفاذ الجلوكوز لذا فالإمداد السريع للجسم بمادة الجلوكوز في هذا الوقت له فوائد جمة إذ يرتفع تركيزه في دم الوريد البابي الكبدي فور امتصاصه ويدخل إلى خلايا الكبد فور امتصاصه ثم إلى خلايا المخ والدم والجهاز العصبي والعضلي وجميع الأنسجة الأخرى في الجسم والتي هيأها الله سبحانه وتعالى لتكون السكريات غذاؤها الأمثل والأيسرللحصول على الطاقة. وأكد الغنيم أن تناول الصائم لثلاث تمرات يسهم بشكل فاعل ورئيس في تأكسد الأحماض الدهنية فيقطع الطريق على تكوين الأجسام الكيتونية الضارة وتزول أعراض الضعف العام والاضطراب البسيط في الجهاز العصبي لتأكسد كميات كبيرة من الدهون كما يوقف تناول الجلوكوز عملية تصنيع الجلوكوز في الكبد فيتوقف هدم الأحماض الأمينية وبالتالي حفظ بروتين الجسم مشيرا إلى أن تناول تمرة واحدة يكفي لإمداد الجسم بالطاقة اللازمة لمدة يوم كامل. وبين الغنيم أن التمر يعد من أغنى الأغذية بسكر الجلوكوز وبالتالي فهو الغذاء المثالي للجسم لافتا النظر إلى أنه يحتوي على نسبة عالية من السكريات تتراوح ما بين 75 إلى 87 % يشكل الجلوكوز 55 % منها والفركتوز 45 % علاوة على نسبة البروتينات والدهون والفيتامنيات وبعض المعادن المهمة مثل الكالسيوم والصوديوم والمغنيسيوم والكوبالت والزنك والفلورين والنحاس والمنجنيز ونسبة من السليولوز ويتحول الفركتوز إلى جلوكوز بسرعة فائقة ويمتص مباشرة من الجهاز الهضمي ويمد الجسم بالطاقة خاصة بعض الأنسجة التي تعتمد عليه بصفة أساسية كخلايا المخ والأعصاب وخلايا الدم الحمراء والعظام. وقال « إن التمر يحتوي على الألياف التي لها دور مهم في تنشيط الدورة الدموية وحركة الأمعاء ومرونتها أي أنها ملين طبيعي يحمي من الإمساك وما يترتب عليه من عسر هضم واضطرابات مختلفة، وعلى العكس لو بدأ الإنسان فطره بتناول المواد البروتنية أو الدهنية التي لا تمتص إلا بعد فترة طويلة من الهضم ولاتؤدي الغرض في إعطاء الجسم حاجته السريعة من الطاقة فضلا عن ارتفاع الأحماض الأمينية في الجسم نتيجة للغذاء الخالي من السكريات الذي قد يؤدي إلى هبوط السكر في الدم».