يُعَدُّ النقل البري ثاني وأهم وسيلة للمواصلات، خاصة في أوقات السفر، بين مختلف المناطق، إضافة إلى أهميته في تنقلات المعتمرين والحجاج بين جدة ومكة المكرمةوالمدينةالمنورة. ورغم تعدد شركات النقل إلا أن الكثير منها تفتقر إلى أبسط مقومات وأدوات السلامة للمسافرين على متن حافلاتها, بما في ذلك توافر الحقيبة الإسعافية المتكاملة, وعدم وجود مساعد إضافي للسائق الأساس في حالة حدوث أي مكروه له، ومعرفة كيفية التعامل مع بعض الحالات الحرجة للركاب. (الجزيرة) من إحدى صالات السفر استطلعت آراء عدد من المسافرين. بداية يقول أحد المسافرين: أثناء عودتي إلى المدينة كانت هناك أتربة وغبار كثيف في الطريق, وكان السائق طوال الوقت يسعل بشدة رغم وضعه كمامة، وكنا نتساءل كيف سنصل, ومن كان سيتولى دفة القيادة لو تعب السائق أو ساءت حالته؟ راكب آخر قال لنا: هناك من الركاب من يشكون أحياناً من بعض الآلام المفاجئة كالمغص أو ضيق في التنفس أو الصداع مثلاً, ويطلبون أدوية مهدئة من السائق, ولكنها تظل دائماً غير متوافرة! ولو ذهبنا إلى أبعد من ذلك فهل نتوقع لو حدث نزف مفاجئ في جرح لراكب أو حتى للسائق أن نجد أدوات للضماد السريع؟ من جهته رد أحد سائقي إحدى الشركات، الذي رفض ذكر اسمه, بابتسامة ساخرة على تساؤلاتنا: نحن لسنا خطوط طيران لنحصل على أدوات للعلاج, أو نتعلم كيفية القيام بالإسعافات الأولية للركاب!! مدير الإدارة العامة للإعلام والتوعية بهيئة الهلال الأحمر السعودي سليمان الهويريني أوضح ل (الجزيرة) أن الهلال الأحمر السعودي تتضمن إرشاداته التوعوية وورشه التدريبية أهمية العناية بالإسعافات الأولية، والهيئة تفتح ذراعيها للجميع من خلال برنامج الأمير نايف للتدريب على الإسعافات الأولية الذي يشمل القطاع العام أو الخاص، الفردي أو الجماعي, وهنا يكمن وعي تلك القطاعات بأهمية تدريب منسوبيها. وأضاف: من المهم تدريب السائقين على البرامج الإسعافية، وأن يكون هناك مساعد للسائق في حالة الطوارئ. مطالباً باهتمام أكبر بوسائل النقل الكبيرة, خاصة ونحن نعيش فترة الإجازة وكثرة المسافرين والمعتمرين الذين يزورون المملكة طوال هذه الفترة.