في وقتنا الحالي أضحت الميديا بكل تفرعاتها مجال الإعلام الأرحب والأقوى أثراً، تراجعت أمامها الكثير من الوسائل التقليدية، لقد استطاع «الإعلام الجديد» وعبر الميديا أن يتجاوز وبسرعة كبيرة وعلى مستوى عالمي الكثير من الحواجز والقيود التي كانت عائقاً لوصول كل خبر جديد أو تغطيه صوتاً وصورة؛ تمكن من جمع شتات أسر أو شعوب وتوحيد كلمتها وأحدث ما أحدثه من أثر في العالم العربي حتى بات سلطة بحد ذاتها، وهو إذ يعبر عبر قنوات تقنية هي «الميديا»؛ هذا التخصص التقني والإعلامي الذي عرف وعبر سنين طويلة في أغلب إن لم يكن كل الجامعات العالمية، كفنون الجرافيكس والبرمجات التقنية والمونتاج وغيرها تندرج تحت كليات الفنون البصرية وعلم الاتصال، وفي مجتمع حديث العهد بتلك التقنية كمجتمعنا، بدأت بواكير اهتمام فئة من الشباب بتقديم عدد من الأعمال الإعلامية التي شاع صدى أثرها وبشكل سريع على أجهزة الحاسب الآلي والهواتف الذكية وغيرها، لا يمكن تجاهل دورها وأثرها، بل بالعكس لا بد من الالتفات إليها كتجارب رائدة في المجال تحتاج إلى الاهتمام والتقويم المستمر، وفتح المجال بشكل أكبر للاستفادة منهم بأكبر قدر ممكن؛ خاصة في ظل ندرة المتخصصين في المجال وعدم وجود أقسام في الجامعات المحلية تخرج فنيين أو مهندسين متخصصين في فنون الصوت والصورة، وإن كان واقع الفتيات في كليات التصميم والفنون يعطي أملاً لهن في هذا المجال إلا أنه لا تزال الفرص غير متاحة للشباب في الحصول على مثل هذا النوع من التخصص محلياً فيبقى خيار الابتعاث حلاً شرعياً لمنح الفرصة للوطن بالاستفادة من طاقات أبنائه في بناء الكيان الإعلامي المعاصر؛ ولرسم ملامح الصورة المشرقة للمجتمع السعودي الذي ظلم كثيراً في السنوات العشر الأخيرة عبر الإعلام الآخر.