وجَّه الملك عبدالله - أيده الله - في جلسة مجلس الوزراء يوم الاثنين الماضي بتهيئة جميع الفرص لقبول خريجي وخريجات الثانوية العامة في الجامعات والكليات والمعاهد التي يرغبون الالتحاق بها.. ووجّه - أدامه الله - بتوفير الفرص الوظيفية لجميع الخريجين والباحثين عن عمل وأهمية مواصلة الجهود في القطاعين الحكومي والخاص تنفيذاً لما صدر به الأمر الملكي رقم أ - 121 وتاريخ 2 - 7 - 1432ه. هذه ورقة عمل لمديري الجامعات وللوزراء لمعالجة البطالة التعليمية والبطالة الوظيفية، ففي البطالة التعليمية: وزارة التعليم العالي خصصت عدداً من الطلاب لكل جامعة؛ من أجل أن تستوعب الجامعات (306) آلاف طالب وطالبة من الخريجين, لكن ما يحدث أن هؤلاء الطلاب لن يدخلوا الجامعات جميعهم, وسوف يُمرَّرون على السنة التحضيرية التي تعمل على تصنيفهم إلى ثلاث فئات، هي: أولاً: القبول في التخصصات العلمية التي يرغبونها.. وهؤلاء قلة. ثانياً: طلاب يوجَّهون إلى تخصصات علمية لا يرغبونها أو كليات وتخصصات نظرية إنسانية.. وهؤلاء نسبتهم عالية. ثالثاً: طلاب وجدوا أنفسهم خارج الجامعات بسبب انخفاض معدلاتهم التراكمية وضياع سنة دراسية. وعادة يتحول هؤلاء إلى عاطلين عن العمل والدراسة ويزيدون في تعداد البطالة، وهم كثر.. والحقيقة التي تعلمها وتدركها الجامعات، وقد يجهلها الآخرون، أن الأرقام التي خصصتها وزارة التعليم العالي ليست هي الأرقام الفعلية؛ فهناك أعداد تتم (تصفيتهم) عبر السنة التحضيرية، وآخرون يُجبرون على تخصصات في العلوم الإنسانية لا يرغبونها رغم معدلاتهم المرتفعة في اختبارات القياس والثانوية العامة. أما البطالة الوظيفية فإن وزارة الخدمة المدنية ووزارة العمل قد حددتا عام 1433ه موعداً لحل البطالة وتوظيف أغلب العاطلين عبر برنامجَيْن هما: «حافز وجدارة»، وإضافة برنامج نطاقات لوزارة العمل.. الحياة في تسارع، والزمن في حالة ركض سريع، والحلول الوقتية أو المراهنة على الزمن والمتغيرات لا تجدي؛ فهذا يؤجل المشكلة ويراكمها لتصبح؛ (براميل) بارود. الجامعات ترحِّل إلى جدارة، وجدارة يرحِّل إلى حافز، وحافز يرحِّل إلى نطاقات. إذن هي سلسلة طويلة من الترحيلات في انتظار المتغيرات أو المصادفات، وكرة البارود تكبر، ويزيد خطرها إذا لم يبادر الوزراء ومديرو الجامعات في الحلول الفعلية.