تغوص الجوف وسط تاريخ عريق وموغل في القدم، ومرت عليها حضارات انسانية متعددة، ويدل ذلك على ما تزخر به أرضها من الآثار والرسوم والنقوش والكتابات والأبنية المختلفة التي تعكس ثقافات أمم وشعوب غابرة. ويؤكد المؤرخون على أن موقع الشويحطية في مركز زلوم التابع لمحافظة سكاكا وتبعد عنها 25 كلم أقدم مكان استوطن فيه الإنسان في الجزيرة العربية ويرى الدكتور عبدالرحمن الأنصاري عالم الآثار السعودي المعروف أن الحضارة العربية انتقلت من شمال الجزيرة العربية إلى جنوبها وليس العكس كما هو شائع بأنها جاءت من جنوب الجزيرة العربية. وأورد الدكتور حسن السندي بحثاً عن الدراسة الجيولوجية لعمر ما قبل التاريخ في منطقة الشويحطية في منطقة الجوف أكدا فيه العديد من الأدلة الأثرية لوجود أجيال تعاقبت على المنطقة منذ مليون ونصف المليون سنة. وتشير الأدوات وطريقة صنعها إلى أن منطقة الشويحطية كانت موطناً للعديد من الأجيال البشرية في أربع فترات على الأقل من العصور الحجرية. وتقع الشويحطية عند « زلوم « التي تعد اليوم البوابة الشمالية لمدينة سكاكا وتبعد عنها 25كم. تتميز المنطقة بشكل عام أنها موطن لشجر الزيتون، واشتهرت بذلك، وباتت تستقبل زوارها برائحة الزيتون وغصن السلام وقد أنشأت البلدية مجسماً ضخماً لغصن الزيتون. وتعد « زلوم « خزان التراث والآثار في المنطقة الشمالية وواحدة من أجمل مراكز منطقة الجوف إلا أنها تعاني نقص العديد من الخدمات الأسياسية فيها مثل الخدمات التعليمية والصحية والرياضية ومشاكل المياه والكهرباء. وساهمت البلدية إلى حدٍ كبير بتنمية البلدة، وإحداث نقلة نوعية فيها إلا أن الكوادر والإمكانات حالت دون تحقيق الكثير من مطالب الأهالي هناك. حول هذا الموضوع التقت الجزيرة برئيس بلدية زلوم المهندس مشعل الحسن وقال: نحاول أن نحقق رغبات الأهالي وتطلعاتهم، ونسعى جاهدين إلى إنزال الأفكار على أرض الميدان وتحقيق حلم الأهالي بأن يكون المركز مكانا سياحيا واستثماريا جاذبا لمقوماته التي ما زالت لم تستغل حتى الآن. من جهته أكد المواطن عايد الرويلي بأن زلوم من أكثر المراكز كثافة سكانية ومساحة جغرافية بمنطقة الجوف التي ظلت لسنوات عديدة تئن من فقد الخدمات، مستدركا القول إنها اليوم ترفل بثياب التطور والرقي على الرغم من ضعف الاعتمادات المالية وقلة الموارد والإمكانيات المحدودة، لافتا إلى أهمية أن تستقل البلدية بميزانية خاصة تحدد نطاقها العمراني والخدمي. وتساءل الرويلي عن الساحة الشعبية للاحتفالات التي تم تخصيص أرض لها من قبل البلدية ولم تبنَ لحد الآن، مشيرا إلى ضعف بعض الخدمات الأساسية في زلوم منها الجوانب الصحية وأهمية وجود مستشفى يخدم الأهالي ويخدم الطريق الدولي بوصف زلوم بوابة المملكة الشمالية. من جهة أخرى أبدى عدد من المواطنين استياءً من سوق الأعلاف في مكان هو أكبر تجمع للثروة الحيوانية، كما أبدوا استغرابهم من تلاعب التجار بأسعار الأعلاف والشعير. وعدّ المواطن ناصر الرويلي الطريق المحاذي للشعيب (الطريفاوي) والمتصل بطريق عرعر خطراً كبيراً بسبب عدم وضع مطبات اصطناعية عند الجامع وبسبب التهور الشديد أثناء قيادة بعض الشباب والمراهقين للمركبات. ويضيف عن شبكة المياه: إننا نعتمد على شبكة مياه عامة عشوائية وغير منظمة حيث المواطن هو من يقوم بالتمديد لمنزله على حسابه الخاص وهو من يتحمل تكلفة الحفر والتوصيل والتي تبلغ 1200ريال ونضطر لشراء المياه من (الوايت) أحيانا نظراً لعدم توفر المياه وقد أمضينا سنوات عديدة ونحن نطالب مديرية فرع المياه بالجوف بمشروع لتحلية المياه وشبكة عامة في الأحياء. وينبه المواطن مبارك عويد إلى خطورة شعيب (الطريفاوي) الذي يحد مركز زلوم من شرقه إلى غربه ويصب في شعيب شويحط. وانتقد وجود عبارة تصريف للصرف الصحي وتسربات المياه أمام الحي حتى غدا الحي مستنقعا للحشرات والحشائش، وطالب المسؤولين في البلدية بنقل قناة التصريف إلى موضع لا يشكل وجوده خطراً على أحد. ويعاني بعض المواطنين في قرية زلوم عشوائية توزيع الأراضي، ويلفت المواطن عوض الرويلي إلى أن البلدية قامت بتوزيع بعض قطع الأراضي السكنية على المواطنين منحته والتي يقع بعضها على جبل أصم وسلمته إياها بهذه الحالة.