لا جديد، النصر يبقى هو النصر في كل موسم، ضجيج طوال الموسم واتهامات متبادلة بين المحسوبين عليه ومع المنافسين له، ديدن نما وترعرع في النصر ولن ينتهي إلا بمعجزة قد تأتي وقد لا تأتي. منذ أيام وجواب ماجد عبد الله بأنه لم يتسلم ريالا من عائدات حفل اعتزاله باستثناء نسبة ال 20% التي تنازلت عنها الرئاسة العامة لرعاية الشباب يشكل حلقة نقاش عجيب لمجرد سؤال طرح وإجابة ردت عليه، وكأن ماجد بتلك الإجابة هد جدران الاستقرار المادي الذي ينعم به النادي ونغص أفراح البطولات التي تتزايد. بكلمة واحدة، أصبحت قضية ماجد (الخاصة) فقط بينه وبين رئيس النصر الأمير فيصل بن تركي هي المادة الوحيدة للنقاش في البيت الأصفر الذي يمر بمنعطفات أهم، وهي المحور البرامجي الثابت في مختلف وسائل الإعلام المقروء والمشاهد والمسموع، بل وموضوع انشقاق وولاء كل حسب السوق الذي يربح فيه! من يقرأ سطور اعتزال ماجد من 9 - 9 - 1999 سيجد بسهولة أنها حكاية لم تنتهِ بعد، فبعد 10 سنوات من الجدل حول إقامته رأي النور ليكون الباب الأوسع لإدارة جديدة تقود النادي، وبعد أن تحدث ماجد عن مبالغ متأخرة لم يستلمها ورد عليه الأمير فيصل بعدم وجودها في الأوراق الرسمية تحولت الأنظار في البيت النصراوي نحو تلك القضية وكأنها الحدث الأجدر بالاهتمام بدلا من إصلاح الأمور في النادي الذي ينزف الجراح واحدا تلو الآخر لجماهيره نتيجة الأخطاء المتكررة والأزمة المالية التي تطحن طموحاته، بل يمكن التصور أن فتح القضية كان بابا للهروب من ظروف النادي الثقيلة جدا. الغريب في الأمر، أن هناك من تسلقوا ظهر القضية ما بين متعاطف مع ماجد وبين ضد له، والفريق الأول ينقسم إلى قسمين، قسم ماجدي يعتبر ماجد خطا أحمر، وقسم يقول كلمة الحق قاصدا بها باطل!، أما الفريق الثالث الذي ظهر ضد حديث ماجد وشخصه تحت بند «المؤامرة» والجحود فهو حكاية أخرى في القصة لا نحتاج لذكاء كبير حتى نعرف أهدافها. في النهاية، لن يستفيد النصر (النادي) شيئا من هذا الجدل في قضية خاصة أدلى فيها (الأمير فيصل بن تركي وماجد عبد الله) بدلوهما وشاركهما من وقفوا على الأحداث بما رأوا وسمعوا، لذا يجب أن تبقى في إطارها الشخصي وإذا كان هناك من طرف يريد حلا جذريا لها فهو بتقريب وجهات النظر لا بتأجيجها حتى يعرف كل طرف حقه ويأخذه بغض النظر عن أي أمر آخر، فإن كان لماجد حق فهو يستحقه وإن ثبت غير ذلك فالأجدر به الاعتذار. قضية النصر الحقيقة بالصدفة، استمعت للزميل وليد الفراج وهو يجيب «إذاعيا» عما يحتاج إليه النصر ليعود بطلا، فقال باختصار.. النصر بحاجة إلى كبير مادي وإذا لم يتوافر لديه فليشتري على طريقة المثل «إلا ما عنده كبير يشتري له كبير»، والحقيقة أن الزميل الفراج بذلك شخص الواقع الحقيقي للأصفر فالنصر لا ينقصه سوى «الكاش» فهو يمتلك خامات ميدانية ولديه كبار في مجال الفكر لكنه يفتقد رجل بحجم الأمير خالد بن سلطان في الشباب والأمير خالد بن عبد الله في الأهلي وعبد المحسن آل الشيخ في الاتحاد، حتى يأتي اليوم الذي ينهي النادي موسمه بدون التزامات مجدولة كما هو حاصل الآن وسيحصل في الموسم المقبل إذا لم تحدث «المعجزة»! من المشهد اعتزال ماجد أشبه بالصفقة التي لم تنفذ بنودها كاملة فاختلف المتعاقدون وتحولت إلى قضية. تشخيص القضية بجرها لتكون بين ماجد والنصر ليس في صالح الأخير. المتعاطون مع القضية أغلبهم تحت بند «الفزعة». في النصر الجميع «فنيون وقانونيون» ولهذا سيبقى النادي يدور خارج مدارات الأبطال. في الأندية المنافسة تعاقدات وبرامج واضحة، وفي النصر انتظار لدفعة الشريك الاستراتيجي لتوزيع كعكتها على كل شيء!!