تعقيباً على ما ينشر في (الجزيرة) من مواضيع دائماً ما تنتقد أداء البريد أقول: إن مؤسسة البريد السعودي شهدت عملية تحول وتطور نوعي كبير على كافة الأصعدة، لتحديث الخدمات التي تقدمها للمواطنين والمقيمين على حد سواء، من خلال تهيئة البنية التحتية اللازمة، والمتمثلة في العديد من المشروعات البريدية التي أوصلت البريد السعودي إلى المحافل الدولية، ومكنته من تمثيل المملكة خير تمثيل. قد جاءت تلك الخدمات والمشروعات الجبارة من خلال دراسات دقيقة ووافية نتاج فكر مهندس نجاحات البريد السعودي د.محمد صالح بن طاهر بنتن، وهو ما أسهم في إحداث نقلة نوعية في الخدمات البريدية خلال السنوات التي تولي فيها معاليه مسؤولية العمل في المؤسسة، وقد حظيت هذه المشروعات بالثناء والإعجاب من قبل المتعاملين كافة مع مؤسسة البريد السعودي التي أبرزها: أولاً: برنامج العنونة والترميز الحديث (عنوان لكل لسان) الذي بموجبه تم تأسيس نظام جديد للعنونة وبنية تحتية للرموز البريدية القابلة للاستخدام محلياً وعالمياً وهو ما أسهم في تحقيق الانطلاقة نحو تطبيق مفهوم الحكومة الإلكترونية. ثانياً: خدمة (واصل) وهي أول خدمة من نوعها تطبق في منطقة الخليج العربي والتي حققت نقلة نوعية في الخدمة البريدية، وقد وضعت لها المؤسسة خطة إستراتيجية لتنفيذها وتشغيلها في أنحاء المملكة كافة. ثالثاً: برنامج الفرز الآلي والقراءة الإلكترونية للرسائل. وقد أسهم هذا المشروع في تجاوز أساليب الفرز اليدوية التي كانت سبباً في كثير من الأخطاء والتأخير في العمليات البريدية، وتحد من تطبيق أساليب الجودة. رابعاً: مشروع (ناقل) وهو ما يعد العنصر الأساسي في منظومة العمليات والخدمات البريدية حيث يمثل العمود الفقري للخدمة البريدية. خامساً: مشروع ربط الشبكة البريدية إلكترونياً، وقد مهد هذا المشروع لبناء بنية تحتية إستراتيجية للمؤسسة، وعمل على تكوين بنية تحتية لتدعيم البرامج المتقدمة في المؤسسة. سادساً: المحدد السعودي الإلكتروني الذي أنتجت مؤسسة البريد السعودي بموجبه برنامجاً معتمداً في العنونة والترميز الحديث ليتمكن المستفيد من خلال موقع المؤسسة الإلكتروني من تحديد عنوانه البريدي. سابعاً: مشروع ميكنة نقاط البيع ويهدف إلى تقديم حلول متكاملة في مركز البيع بمكاتب المؤسسة. ثامناً: مشروع الحوالات البريدية (البريد السعودي.. بنك من لا بنك له). وقد جرى وفق هذا المشروع إحداث برامج الحوالات البريدية بصفتها أولى مراحل الخدمة المالية التي ستقدمها المؤسسة من خلال التعاقد مع المصارف المحلية لمزاولة أعمال الحوالات الداخلية، بالإضافة إلى التعاقد مع شبكات مصرفية عالمية للحوالات الدولية. تاسعاً: مشروع آلات الخدمة الذاتية الذي يهدف إلى تسهيل وصول المواطنين والمقيمين إلى خدمات البريد على مدار الساعة من خلال أجهزة الخدمة الذاتية المنتشرة في الأماكن العامة. عاشراً: خدمة البريد بأولوية التوزيع والتي تتميز بتسليم الخدمة البريدية في اليوم ذاته داخل المدن، ويستفيد منها عدد من القطاعات والمؤسسات المختلفة ولا سيما ما يتعلق بالجانب الخدمي، وتوزيع بطاقات الزواج داخل المدن والمناطق وتوزيع الكتيبات والنشرات الدعائية، وغيرها من المراسلات البريدية. كما حصدت مؤسسة البريد السعودي مجموعة من الجوائز الدولية في القيادة والإبداع والتطوير والتحديث وتقنية المعلومات التي منها: حصول معالي د. محمد صالح بن طاهر بنتن على جائزة الشرق الأوسط الخامسة للشخصية التنفيذية المبدعة لعام 2008م، وحصول المؤسسة على جائزة الامتياز من شركة أوراكل لعام 2007م وجائزة الريادة في تقنية المعلومات للعام 2007م، وجائزة البريد العالمي للتطوير لعام 2007 على إنشاء شركة ناقل، وجائزة أفضل شبكة لقطاع الأعمال للعام 2007م لمشروع ربط المكاتب البريدية بمختلف مناطق المملكة، وجائزة المركز الثاني للبريد العالمية لخدمة العملاء 2006م، والمركز الثاني لجائزة البريد العالمية للجودة لعام 2006م وجائزة المركز الثاني للبريد العالمي التابع للأمم المتحدة، والتي تعد من أعلى شهادات التميز في مجال خدمات البريد على مستوى العالم. وقد نجحت المؤسسة في تعزيز حضورها المهني، والاقتصادي، والإعلامي محلياً ودولياً من خلال تنظيم المؤتمر الأول للمعلوماتية والتقنيات البريدية الذي أقيم في جدة برعاية صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز، ولي العهد حفظه الله خلال الفترة من 1:4-11-1428ه وتم استثمار المؤتمر للتعريف بدور البريد السعودي وخدماته محلياً وإقليمياً ودولياً. ومما لا شك فيه أن المؤسسة ستواصل في السنوات المقبلة تحقيق المزيد من الخدمات والمشروعات المتقدمة والمتطورة والناجحة لترتقي بخدماتها المقدمة للمواطنين والمقيمين على حد سواء، ولتحصد المزيد من الجوائز والشهادات. الحادي عشر: خدمة بريد تسوق من أي مول عبر البريد. الثاني عشر: مشروع خدمة مريح الذي أطلقه البريد السعودي ويعد هذا المشروع من أحدث منتجات البريد الممتاز، وهذه الخدمة مخصصة لخدمة مراجعي الوزارات والجهات الحكومية ويتولى البريد بموجبها استقبال وثائق الراغبين في الحصول على قروض بنكية عبر مكتب البريد في مختلف مناطق المملكة بعد حصولهم على الموافقة المبدئية من إدارة البنك ليتمكن المستفيد من الحصول على القرض بكل يسر وسهولة عبر مشروع خدمة مريح والذي يثلج الصدر الترتيب التقنية التي تنتج عبر دراسات متأنية التي سيتم العمل بها. إن هذه الخدمة الجديدة جاءت بعد نجاح خدمة (جامعي) المختصة بخدمة الطلاب المتقدمين للجامعات التي خدمت نحو تسعين ألف طالب وطالبة العام الماضي في جميع مدن المملكة وذلك لخدمة 18 جامعة في المملكة ويتم حالياً إنهاء إجراءات الاتفاقية مع بقية الجامعات السعودية. وهنا ومن خلال مقالي هذا أرفع تهنئتي الخالصة لمعالي رئيس مؤسسة البريد السعودي الدكتور محمد صالح بن طاهر بنتن على هذه المشاريع الجبارة التي صنعت مستقبل البريد السعودي لمئات السنين. نزار عبداللطيف بنجابي - جدة