لكل إنسان في هذه الحياة سجل يُسطر فيه تاريخ حياته؛ فهناك من يُسّودُ صفحة سجله بسوء أعماله ويعيش مذموماً مبغوضاً، وهناك من يُسطرُ سجل حياته بجلائل أعماله أروع صفحات المجد التي يذكرها لهُ التاريخ إجلالاً وتكريماً، ويبقى في قلوب الناس حياً ومحبوباً، وذكره خالد بفضل صنائعه الخيَّرة، وأعماله الجليلة، وصفاته الحميدة. ومن أولئك الذين سطروا سجل حياتهم بأعمالهم الخيَّرة التي تشهد على سموهم ورفعتهم صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض الذي يُسطر في كل يوم أنصع صفحات المجد وأبهاها بفضل ما يتمتع به من صفات حميدة وجليلة؛ لعل من أبرزها صفة القيادة فهو يعد أحد قادة أصحاب القرار في المملكة؛ نظراً لما يتمتع به من فطنة وحنكة وأصالة رأي، ورباطة جأش، وشجاعة في اتخاذ القرار. ولقد أولى سموه مدينة الرياض جلَّ اهتمامه ورعايته، وعلى مدى خمسة عقود تمكن خلالها من جعل مدينة الرياض أبهى المدن العالمية وأجملها، وعُرف عنه أيضاً حُبُّهُ للأعمال الخيرية؛ فهو فيض عطاء متدفق، ومعين لا ينضب، سبَّاق في هذا المضمار مادياً ومعنوياً، وحيثما يُذكر الخير يُذكر سلمان، فتجده يُغدق على الجمعيات الخيرية وعلى الفقراء فيض عطائه، ويحث الميسورين على التبرع ودعم تلك الأعمال الخيرية فهذا ديدنه؛ إما فاعلاً للخير وإما حاثاً على فعله؛ وهذا يعود إلى إحساسه بالمواطنين، وأنه يلامس همومهم، وأنه قريب منهم يشاركهم في همومهم، ويساعدهم على تفريج كروبهم، وخصوصاً الفقراء والمحتاجين منهم. وعلى الرغم من مشاغل سموه الكثيرة إلا أنه يترأس مجالس إدارات بعض الجمعيات الخيرية، مثل: « الجمعية الخيرية لرعاية الأيتام ((إنسان))» التي تهتم برعاية الأيتام وتنشئهم التنشئة الصالحة، وكذلك يترأس جمعية الأمير سلمان للإسكان الخيري التي بدأت أعمالها منذ عام 1418ه؛ بهدف توفير السكن المناسب للأسر المحتاجة بمنطقة الرياض سواء كانوا فقراء أو أرامل أو أيتاماً أو كبار سن، والارتقاء بمستواهم الاقتصادي والاجتماعي، ويترأس مجلس إدارة جمعية البر التي تهتم بجمع الزكوات والصدقات وإيصالها إلى مستحقيها، وهو الرئيس الفخري للجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بمنطقة الرياض وغيرها من الجمعيات الخيرية المختلفة. واستكمالاً للأعمال الخيرية هذه دشن سموه الكريم قبل مدة «كرسي الأمير سلمان بن عبدالعزيز للإسكان الخيري»، حيث وقع سموه اتفاقية بين جمعية الأمير سلمان للإسكان الخيري وجامعة الملك سعود تهدف إلى إسهام جامعة الملك سعود في دعم كرسي الأمير سلمان بن عبدالعزيز للإسكان الخيري من خلال الرؤية الشاملة لهذه الجمعية التي تسعى إلى تأمين الاحتياجات الأساسية والمطلوبة من المساكن للأسر المحتاجة في منطقة الرياض، وكذلك وقع سموه منذ فترة مع جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية «كرسي الأمير سلمان بن عبدالعزيز للدراسات القرآنية» الذي يُعنى بكتاب الله عز وجل القرآن الكريم في دعم علومه وحفظته، ووقع سموه مع جامعة الإمام أيضاً «كرسي الأمير سلمان بن عبدالعزيز لإعداد المحتسب» الذي سوف يسهم في إثراء البحوث والدراسات المتخصصة في مجال إعداد المحتسب، وكذلك وقع سموه «كرسي الأمير سلمان بن عبدالعزيز لأبحاث الكلى» مع جامعة الملك سعود الذي يهدف إلى دراسة أمراض الكلى والتعرف على أسباب انتشار مرض الفشل الكلوي بين بعض أفراد المجتمع سواء كانوا رجالاً أو نساء، وغيرها من الكراسي البحثية في العديد من المجالات التاريخية والإنسانية. وفي رأيي نحن بحاجة إلى توقيع مثل هذه الشراكات والاتفاقيات مع الجهات التي لها دور متخصص في تنفيذ الأعمال والأبحاث التي تهم المواطنين، والتي يصب نتاج عملها الخيري في خانة مصلحة الوطن والمواطن، وخصوصاً في مثل هذه الأيام التي تريد الدولة أن تخفف على المواطنين من حدة الفقر وتكفل لهم سبل العيش الكريم، وتفيدنا أيضاً مثل هذه الأعمال في تطبيق مبدأ التكافل الاجتماعي بين أبناء الوطن الواحد. وختاماً نسأل الله العون والتوفيق لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز على ما يقدمه للوطن من أعمال جليلة وخيَّرة ستبقى خالدة في سجله الخيري وعلى مدى الأيام وعنواناً لكل الأجيال.