سطَّر رجال الأمن صفحة جديدة في سجل البطولة والتضحية والفداء.. وازدانت هذه الصفحة باسم العقيد عبد الجليل العتيبي والرقيب براك الحارثي اللذين استشهدا خلال الأيام القليلة الماضية, وهما يذودان عن حمى الوطن على يد أحد أعضاء الفئة الضالة الذي كان يحاول التسلل عبر الحدود الجنوبية للبلاد. وحوت صفحة الشرف والبطولة أسماء زملاء آخرين أصيبوا في هذا الحادث وهم يؤدون واجبهم في ميدان الواجب, فتحية إجلال وتقدير لهؤلاء الرجال الأبطال, الذين سالت دماؤهم الزكية على ثرى الوطن, لتحفر بأسمائهم في ذاكرتنا جميعاً, وتسجل بحرف من نور تضحياتهم وبطولتهم وشجاعتهم وإقدامهم, نسأل الله للشهيدين الرحمة وأن ينعما بما وعد به الشهداء من نعيم مع الأنبياء والصديقين, وندعو لذويهما بالصبر والسلوان وأن يشعروا بالفخر لما أبدوه من بطولة وإصرار وعزيمة في الحفاظ على أمن الوطن. ورغم الألم الذي شعرنا به جميعاً لفقد هؤلاء الرجال الأبطال الذين استشهدوا أو أصيبوا, فقد أثلج صدورنا, هذا الموقف الإنساني الرائع لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف عبد العزيز مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية في مواساته لأسر الشهداء والمصابين في الحادث وتوجيهاته باتخاذ كل ما يلزم من إجراءات لرعاية أسرهم وعلاج المصابين منهم, وهو موقف ليس بغريب ولا مستغرب من قبل سمو الأمير الإنسان, الذي أرسى قواعد الأمن الشامل, ورسخ مفهومه وأحاط رجال الأمن دائماً بدعمه ورعايته, وحرص على تكريم الشهداء, في ميادين الواجب, وتخفيف آلام ذويهم. كلمات أخرى ربما تصبغها بعض مشاعر الحزن، يقولها الأمير محمد بن نايف وهو يقدم واجب العزاء لأسر الشهداء, وهو يحتضن أبناءهم، مفادها أن رعاية أبناء الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم في خدمة الوطن وأداءً للواجب هو أقل ما يمكن تقديمه لقاء تضحياتهم, فهم دائماً في قلوبنا وعيوننا، ورعايتهم شرف لنا جميعاً. ولعل هذا الموقف النبيل خير دليل على أن ذاكرة الوطن لن تنسى أبداً تضحيات وبطولات هؤلاء الرجال الذي قدَّموا أرواحهم عن طيب خاطر لتنعم بلادنا بالأمن والاستقرار وإنني على ثقة, بأن تقديرنا لهذه التضحيات والبطولات وذكرى شهداء الأجهزة الأمنية يعزز من مسؤوليتنا جميعاً في حماية أمن الوطن الذي ضحوا بحياتهم من أجله, فهكذا يكون الوفاء لهؤلاء الأبطال. مساعد مدير عام الدفاع المدني لشؤون العمليات