كلما استمعت أو قرأت عن جهود رجال مكافحة المخدرات ورجال الجمارك ورجال هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وكافة الجهات ذات العلاقة التي تقوم بمحاربة، ومكافحتها المخدرات وتوجيه الضربات القاصمة للمروجين والمفسدين ينتابني شعور بالفرح والسرور مايلبث أن يشوبه الحزن والأسى على مايخطط له أعداء الدين والوطن والأخلاق والقيم من استهداف لهذا البلد المبارك وأبنائه. وإزاء هذا الضربات القاصمة لم يسأم المهربون والمفسدون بحيلهم الشيطانية من العمل على كل ما من شأنه تهريب المخدرات إلى بلادنا تارة باستغلال الأطفال والنساء وأخرى بتهريبها في أجسادهم وتعدَى الأمر إلى حيل شيطانية ماكرة باستخدام المصاحف في التهريب، وقد وفق الله رجال الجمارك في أكثر من منفذ بري وبحري وجوي من القبض على هؤلاء المجرمين ، وكان آخر المحاولات للمفسدين التي تم اكتشافها في جمرك الطوال جنوب المملكة حينما حاول أحد المهربين تهريب الحشيش المخدر داخل الحقيبة الخاصة بالمصحف الشريف، وقد وفق الله المفتشين باكتشاف هذه الحيلة الخبيثة والعمل الدنيئ من قبل هذا المهرب الذي أساء للمصحف الشريف، ولكلام رب العالمين، وتجرأ مع فساده وعمله المشين بجلب هذه الآفة المحرمة على ارتكاب جرم آخر بتطاوله على كتاب الله الكريم، ووضع المهربات من المخدرات في صندوقه لصرف أنظار المفتشين لعلم هذا الخبيث بمكانة القرآن الكريم العظيمة في نفوسهم وتقديرهم له ، ولكن الله - سبحانه وتعالى - فضح هذا المجرم كما فَضَحَ غيره في مواقف سابقة، وسينال - بإذن الله - جزاءه الرادع من الجهات المسؤولة مع جرمه العظيم أمام الله سبحانه وتعالى. إن هؤلاء المجرمين كلما تم التضييق عليهم، وكشف حيلهم وخيانتهم وإجرامهم لجؤوا إلى حيل خسيسة ودنيئة حتى وصل بهم الأمر - ونسأل الله السلامة والعافية - إلى إدخال المخدرات أعزكم الله في أدبارهم، وتسخير نسائهم وأعراضهم معهم لجلب المخدرات وفي مواضع مهينة! إن استهداف شبابنا ومقدراتنا في هذا البلد المبارك بلد الإيمان والتوحيد لايقف عند حد الأطماع المادية للمهربين ورغبتهم في التكسب غير المشروع، بل يتعدى ذلك إلى أهداف يسعى من خلالها الأعداء إلى إغراق المجتمع بالمخدرات وإفساد أخلاق الشباب ودينهم ودنياهم والضرر بمكتسبات الوطن وثروته الحقيقية وأنّى لهم ذلك فالله - سبحانه وتعالى - سيحفظ هذا البلد وسيوفق الله الرجال المخلصين الذي يسهرون على أمن الوطن وسلامته في كشف هؤلاء وفضحهم وسينالون بإذن الله - عز وجل - جزاءهم. خاتمة: حينما يتجرأ أحد الأجانب على تهريب المخدرات لبلادنا فإن هذه جريمة بلا شك ولكن المصيبة هو إجرام بعض المواطنين وتورطهم في جلب المخدرات لبلادهم، وإلحاق الضرر بإخوانهم وأبنائهم وقبل ذلك بوطنهم ودينهم. وحسبنا الله ونعم الوكيل.