تشكل المسابقات التشكيلية حراكاً وتفعيلاً وتحريكاً و(استفزازاً للقدرات) يجد فيها المتسابقون فرصاً لإثبات الذات ومعرفة نجاح تجاربهم والظهور أمام الرأي العام بأن أعمالهم تستحق الجوائز. طبعاً كل تلك التلميحات أو التلويحات والوصف لبعض المشاعر لا تنطبق على الجميع، لكن المتفق عليه هو أهمية المسابقة وقيمة جوائزها، (ليست المادية بالطبع) وإنما المعنوية، وهل بالفعل الحصول على مثل هذه الجوائز ناتج عن تقييم أو تحكيم حقيقي، عالي المستوى مبني على معرفة مبكرة عن الفنان وتجاربه السابقة..؟ وهل ما تحقق لمن منح الجائزة من أعلى درجات الإحساس بالقناعة الذاتية سيستمر..؟ أم سيتغير عندما يكتشف ضعف مستوى المشاركين معه..؟ مع إننا لا نعني بكل ذلك شخص بعينه أو مسابقة (ما) وإنما الأمر يقبل التعميم ويمكن للقارئ المتخصص أو المنتسب للفن التشكيلي أن يعيد قراءة مسيرة المسابقات، ليتعرف على الرسم البياني لها، وكيف كانت في بدايتها وكيف هي الآن، نتيجة تردي أسلوب وكيفية الإعداد للمسابقة وإبرازها إعلاميا، مع غض الطرف عن التحكيم، فالجود من الموجود، والعتب على من انتقى لهم ما يطلب منهم تحكيمه.. هذا كله له تأثيره على قيمة المسابقات إذ لا أسماء ولا أعمال تقارن بسابقاتها، وصدق التشكيليون المشاركون في أولى خطوات تلك المسابقات بحديثهم عن أسباب عدم اهتماهم بالدورات الجديدة لأي منها، لاختلاط الحابل بالنابل، وازدواجية الفهم عند المنظمين، بين مسابقة للتشجيع ودعم المواهب، وبين مسابقات ترتقي بالفن وتلم شمل أبرز وأهم المبدعين فيه، للارتقاء بقيمة المسابقة وقيمة جائزتها، ولكم أن تعيدوا النظر لتجدوا أن في هذه المعارض مشاركين لا زالوا يتلمسون خطاهم، أو مقلدين، أو يؤملون في ضربة حظ ومع ذلك منحوا جوائز، مع ما يبعث الشك في إقناع المحكمين بمنح فلان أو فلانة جائزة، جعلت زوار تلك المعارض من أصحاب الخبرات والأكاديميين يكتشفون أن هناك من لم ينصف، رغم تميز الأعمال وقوتها فكرة وتقنيات، بينما فازت أعمالا لا زالت في أولى أبجديات الفن والخبرات والتجارب. هذه المسابقات والمعارض تذكرني بمثل شعبي آمل أن لا أخطئ في نقله يقول (اللحاء اثنتان.. إحداها شيمها.. أي كرمها والأخرى شيم نفسك عنها أي كرم نفس عنها) كنت أتمنى أن بعض التشكيليين المعروفين في الساحة بتجاربهم وأسمائهم وحضورهم على علم بهذا المثل ليبحثوا عن تفاصيل المسابقات التي يعلن عنها، لأي فئة هي..؟ وكيف يتم تحكيمها..؟.. ومن يديرها..؟..حتى لا يفاجأوا بأن أعمالهم قد حشرت مع أعمال بدائية لأسماء غير معروفة. ونختم بالمثل (الأعور بين العميان مفتح).