فيعيد توليف الحياة كلمات.. شاعرٌ.. يصدُّ اللكمات بجسده المائل وحينما تفيضُ يدفعها باتجاهه ليُثمر لعنة لا تشبه إلا نفسها... شاعرٌ.. ينازع شيخوختهِ المبكرة فلا يبارح طفولته المنفلتة عنه عنوة... شاعرٌ.. لا يدري أنه آخر من يدري فيقايض هشاشته بهشاشة مُبتكرة.. شاعرٌ.. مراده التفرد عصي على الآخرين... شاعرٌ.. تستنسخه ذاكرة الوجع لتعيده وجعاً بلا ذاكره ... شاعرٌ.. أفرغته المرويات كثافتها فتوقف عند رماديتها يتلمس ما بجعبته... شاعرٌ.. هوائي حساس من مخلفات الحروب الفانية شاعرٌ.. يتصيد في المستنقعات ويعلم أن ثمة اسماكا ذهبية تغازل صنَّارتهُ لا تشبه أسماك الله بمنأىً عن ذاكرة الصيد وأهله.. شاعرٌ.. صيرته المُلِماتُ لكنه والترف التحق براحلته فعاش يستذكر أيام الخبز الحاف ليقنع الآخرين بتعففه وليسكت إنسانه... شاعرٌ.. خانته الذاكرة ليتذكرها أصالة عن نفسه تأبى الاستسلام... شاعرٌ.. مهووس باستعادة فُرص غادرته فيعاقبها بسلخِها بمشرطه أو الرجوع نادمة فتمارس سحقها في روحه بعد فوات الأوان... شاعرٌ.. يفكر في كل صغيرة وكبيرة ولكنه حينما يختلي بمملكته يؤلمه التصالح فتدونه عوالم لا تمت إليه بصلة... شاعرٌ.. مغاير لحوح ولا يريد إلا أن يكون كذلك وكأنه يمهد لشيخوخة التوبة النصوح ... شاعرٌ.. تسوقه المرارات لتدونه إحساساً مريراً فيعيش خارج سياقها مرارة مزورة... شاعرٌ.. يروي لنا كيف أنه يطوع الممحو ويحييّه بعدما اندس واضمحل فتماهى... شاعرٌ.. يرسم بالكلمات خيبات وترقد بالقرب منه شامتات خيباته ... شاعرٌ.. نيته إصلاح الكون ومازال يعوِّل على الكلمات فهو منها سواء...