هذه الشمس التي تصهد فوق الثرى تحرق الغصون،.. ذات إشراق منحت ثمار الشجرة فرصة النضج.. اليمامة التي ترنحت بموتها من أعلى الفروع، كانت الشمس قد أحرقت آخر عود ندي في عشها. الرياض في زمهرير القيظ، موقد لا تنضج فيه الأحلام.. إن كانت الأرض لا تطاق حرارة صيفها، فكيف تطاق نار العذاب..؟ اللهم ارحمنا بعفوك... هذا لكم، أما ما هو لي فأقول: كتبت فاطمة الغامدي: (تقمصت أجمل مواقف أستاذاتي لأكون على خطاهن، كدت أن أفلح في جعل لحظات الدرس وقتا ممتعا يتعلمن فيه كما تعلمت بالاقتداء وإطلاق فكري لأحصل على الفكرة، وأرسم الخطوة، وأضع التصور,.. وسائل التعليم الحديثة تساعد كل معلمة طموحة لتفعل ذلك، غير أن ما واجهني هو أنني جئت للجامعة وذهني مفرغ من كل ما يملأ فكر طالباتي في الثانوية الآن.., هن نتاج الإنترنت، والعالم المفتوح، وأنا كنت نتاج السهر على الكتاب الذي يشاركني في اختياره أبي أو يعزز اختياري له، وتشاركني الفرحة به أستاذتي وهي تحرك رأسها بدهشة تنقلها لي وهي تعني بها تشجيعي كيف اخترت ما اخترت، وكيف أبذل وقتي في القراءة لا فيما تهدره طالباتي الآن في ميعة المتاح.. دكتورة خيرية هذه السطور التي وضعتها لك هنا هي خطرات سجلتها على ورقة وأنا أراقب طالباتي لحظة تقويم تحريري لمادة في اللغة العربية... تخيلتني وأنا بين أيديكن في الجامعة وتحديدا في محاضراتك, وبيني وأنا بح صوتي وتكسرت مجاديفي مع طالبات هذه المرحلة.. خرجت بنتيجة ورأي، النتيجة هي أنهن بحاجة إلى برامج ضبط, والرأي هو أن يتنبه الآباء والأمهات إلى كمية الهدر ومستوى الضياع الذي سوف تنتهي إليه الأجيال القادمة ما لم يتم التصدي لأسباب ووسائل وعوامل المؤثرات من حولها.. واسلمي لمن تقدرك...) فاطمة الغامدي معلمة، منذ سنوات طويلة كما تشير، وهي واحدة ممن يحملن هما تربويا كبيرا، تطمح في أن تجد في طالبات المدارس الراغبات في التعلم، الجادات في التحصيل، المتجهات لتوظيف قدراتهن، وبلورة مواهبهن في محصلات تواكب ما أتيح لهن وما غدا أسرع وأفضل عما كان عليه جيلها، دون أن ينغمسن في سالب ما يتاح، بهدر وقت وجهد وطاقات وقدرات.. ما كتبته فاطمة أيضاً متاح للنقاش من قبلكم أعزائي.. المواطن الذي رمز لاسمه في خطابه بالكفيف: لا أظنك منصفا لبصرك ولا لبصيرتك، أقترح لك أن تكون أكثر تفاؤلا، وأعلى ثقة بنفسك، ولسوف تحل كل مشكلاتك، إذ لم يكن الفقر عقبة، ولا اليتم حاجزا دون نجاح الطامح حين يجتازهما ليس بالأمل بل بالعمل، ولا يجعلهما نظارة سوداء دون جمال ومتعة الإحساس بمزايا الذات التي يهبها الله للإنسان فينساها. وفقك الله وستجد في المؤسسة التي توجهت إليها ما يزيح عنك سواد الرؤية ويبدلها بنور النتيجة.