وتلك زلازلي يا عاصفات الموت دويّ في المدى واستنزلي برداً على قلب الوفي جمراً على قلب الخلي، وزمجري يا ذاريات الريح في ليل (الشقا) لكنك لن تقدري أن تطفئي لي مشعلي فاسترسلي أنا لم أزل ذاك الجبل محتفظاً بشموخه الأزلي، بالحمم التي، تغلي به كالمرجل. كالمارد العربي إذ يفيق كالفينيق كي يغتسلْ بالنار. فيا جحائم، يا منايا أقبلي إني أنا فجر الزمان الصعب مذ خُلق الملأ بعصوره المتعاقبات، الحجري الجاهلي. أنا ابن نور الأرض - بالإسلام ولد الشموس اللاهبات، ابن الصحاري المجدبات العُزّل أمضي على درب المجرة شامخاً (كيما) أحدّد منزلي خلفي سهيل في الجنوب وكذا الثريا وجهتي نحو سماء الشمأل حصاني القمر المضيء، ونجومه المتلألآت قوافلي، تمشي كما تمشي النياق البُزّلِ أحدو على إيقاعها (يا أيها الليل الطويل ألا انجلي) *** إني أنا العربي فاسمع يا ورى أني خلعت الثوب، ثوب العار ثُرت ضد الذلِ، أذللت المُذِل (لما كسرت القيد، قيد سلاسلي) وحملتها كي أصفع الجلاد في عرنينه ولكي أكبّل فيها يدي مكبلي وأقوده أمام محكمة الزمان - قدام الملأ وأقول يا أم العدالة أعدلي ذا قاتل النور البهيج بعالمي ذا قاتل الشيخ العجوز. والمرأة الثكلى والأطفال والأشجار والحيوان والأحجار والأزهار ذا قاتلي. ذا قاتلي فيا جحائم أقبلي تقدمي تقدمي ها شعبي العربي الأبي يُعيد أمجاد الجدود الأولي فلتتبعيني يا جحائم أنني أمضي إلى فجر الحياة وفي يديّ: يسراي فيها مشعلي يُمناي فيها معولي كي أهدم الأصنام، أصنام الطغاة (الهُبّل) من جعلوا أوثانهم معبودة بالسوط و(الشّومي) و(الكرباج) إزاء شعبٍ أعزل بكل عواصمنا التي انتصبت في أرضها أصنامهم بكل دائرة ودوار ودار. وحارة وسكة (وزنقة) ومنزل هيا إذن هيا إذن أيا جحائم أشعلي نيرانك البيضاء للفجر الجديد، ويا حمائم أهدلي فوق العمائر ويا منائر كبّري وهللي ويا أصائل أصهلي ويا حرائر زغردي بل هلهلي، وتدللي وارفلي - يا أمتي بثياب عرسك للضياء. قد أقبل الفجر الجلي قد أقبل الفجر الجلي