تحل علينا هذه الأيام ذكرى غالية ومتميزة، ذكرى تحمل معها مشاعر الفرح والسرور للمواطن، إنها ذكرى تولي سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - مقاليد الحكم بعد مبايعته من الأسرة المالكة والشعب السعودي والتي تصادف يوم الأحد الموافق السادس والعشرين من جمادى الآخرة من العام ألف وأربعمائة واثنين وثلاثين للهجرة المقابل للتاسع والعشرين من مايو للعام ألفين وإحدى عشرة من الميلاد. وقد تختلف هذه الذكرى عن مثيلاتها، كونها حملت في طياتها العديد من البشائر والخيرات والقرارات الهادفة والنافعة للوطن والمواطن، فقد استبشر المواطنون في مختلف مناطق المملكة بالأومر السامية التي جاءت بعد عودة الملك المفدى -سلمه الله- من رحلته العلاجية للولايات المتحدةالأمريكية والتي تكللت -ولله الحمد- بالنجاح. ولعلي هنا أوجز بعضاً من هذه الأوامر الملكية، لأن المجال لا يتسع لذكرها بالتفصيل. وجاء من أهمها: دعم رأس مال صندوق التنمية العقارية بمبلغ أربعين ألف مليون ريال، وإعفاء جميع المتوفين من أقساط قروض التنمية العقارية للأغراض السكنية الخاصة المستحقة عليهم دون أية شروط، كذلك رفع رأس مال البنك السعودي للتسليف والادخار بمبلغ ثلاثين ألف مليون ريال، وأعفاء جميع المتوفين من أقساط قروض البنك السعودي للتسليف والادخار الخاصة بالأغراض الاجتماعية دون أية شروط، وإعفاء جميع المقترضين من البنك من قسطين لمدة عامين، كذلك رفع الحد الأعلى لعدد الأفراد في الأسرة التي يشملها الضمان الاجتماعي من ثمانية أفراد إلى خمسة عشر فرداً، وتخصيص مبلغ ألف مليون ريال لهذا الغرض مع تفعيل البرامج المساندة في الضمان الاجتماعي ودعمها بتخصيص مبلغ ثلاثة مليارات وخمسمائة مليون ريال لهذا الغرض. كذلك دعم ميزانية وزارة الإسكان بمبلغ مقداره خمسة عشر ألف مليون ريال، كذلك ضم الطلبة والطالبات كافة الذين يدرسون خارج المملكة على حسابهم الخاص. كذلك تثبيت بدل غلاء المعيشة 15% ضمن الراتب الأساسي، كذلك إحداث ما مجموعه 1200 وظيفة لديوان المراقبة العامة ولهيئة الرقابة والتحقيق وهيئة التحقيق والإدعاء العام وللديوان الملكي والسكرتارية الخاصة لخادم الحرمين الشريفين، كذلك العفو عن سجناء الحق العام والتسديد عن المطالبين بحقوق مالية وفق ضوابط مقررة. كذلك تقديم دعم لكل الأندية الأدبية والرياضية بالمملكة بمبلغ مقداره عشرة ملايين ريالكل ناد أدبي ورياضي. إن مكارم الملك الغالي -رعاه الله- كثيرة ومستمرة لعل آخرها هو إعفاء المتوفين من سداد أرصدة قروض صندوق التنمية الزراعية المتبقية بذممهم. إن ما نعيشه اليوم -ولله الحمد والشكر- في المملكة العربية السعودية من أمن وأمان ورخاء ورغد عيش رغم المصاعب الاقتصادية التي مرت بالعالم كله، يرجع الفضل فيه لله أولاً ثم بفضل الحنكة والسياسة الحكيمة وبعد النظر لسيدي خادم الحرمين الشريفين. سدد الله خطاه وأعانه على أداء مسؤولياته ومهامه. لقد كان من أولويات الملك عبدالله -وفقه الله- وهو يستلم زمام الأمور في السادس والعشرين من الشهر السادس للعام ألف وأربعمائة وستة وعشرين من الهجرة، هو إرساء العدل بين أبنائه المواطنين، وتقديم كل ما من شأنه لخدمتهم وإيجاد الراحة والسعادة والطمأنينة لهم وتوفير أفضل سبل العيش المتاحة للجميع. إن ما يميز سيدي خادم الحرمين -رعاه الله- هو حرصه الشديد والدائم على رفاهية أبنائه المواطنين وسلامتهم والتأكد من أنهم يعيشون بأمن وأمان، ولعل زياراته الكريمة لمناطق المملكة في بداية عهده الزاهر والتقائه بأبنائه المواطنين وتلمس احتياجاتهم وحل مشكلاتهم لأكبر شاهد على ذلك الاهتمام وتلك الرعاية السامية. وهذا بطبيعة الحال لا يُستغرب على والد الجميع -أطال الله عمره- فهذه هي سياسة حكام هذا البلد المبارك، وهذا هو ما تعوده أبناء شعبهم منهم -وفقهم الله، وقد لا يقتصر اهتمام الملك عبدالله -رعاه الله- على أبنائه المواطنين فحسب بل إنه من مبدأ الإسلام والعروبة لم ينس يوماً من الأيام إخوانه المسلمين في شتى بقاع المعمورة، ولم يغفل عن الوقوف معهم في الشدائد والمحن وتقديم المساعدات اللازمة للمحتاج منهم، كما أنه -أيده الله- يسعى جاهداً إلى لمّ شمل الأمتين العربية والإسلامية وجمع كلمتها، ويحرص دائماً وأبداً إلى خلق أواصر العلاقة الطيبة والمحبة ونبذ المشكلات والخلافات والتفرقة بين المسلمين. إن هذا هو عبدالله بن عبدالعزيز ملك السلام والمحبة والعدل والخير والبناء، الملك المسلم العادل المحب لدينه وشعبه وأمته العربية والإسلامية. في الختام أسأل الله الكريم أن يطيل في عمر قائدنا ووالدنا الملك المفدى ويوفقه ويكلل مساعيه بالخير والنجاح ويحفظ ولي عهده الأمين سيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلطان ابن عبدالعزيز آل سعود نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام وسيدي صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية ويسبغ عليهم ثياب الصحة والعافية، كما أسأله عز وجل أن يديم على بلادنا الأمن والأمان والعز والرخاء في ظل قيادة سيدي خادم الحرمين الشريفين الرشيدة. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته (*) الحرس الوطني - الرياض