لم يعد الصراع على الحكم في طهران والخلافات بين أجنحته خافياً على أحد بعد أن ظهر على العلن وبلسان كبار المسؤولين التي آخرها اتهام الجنرال محمد رضا نقدي قائد قوات الباسيج الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد ومدير مكتبه أسفنديار رحيم مشاتي بانتمائهما إلى منظمة «مجاهدي خلق» لمحاربة ومعاداة النظام في إيران. هذا الاتهام الموجه من قائد متطوعي الباسيج في الحرس الثوري «قوة التدخل السريع» لإجهاض أي مظاهرات أو شغب يهدد النظام، وهؤلاء المتطوعون وقادتهم من أشرس المتشددين وأكثرهم طوعاً لأمر مرشد الثورة. واتهام قائد متطوعي الباسيج الذي هدد بنشر معلومات إضافية في القريب العاجل لفضح الرئيس ومدير مكتبه والعاملين معه ممن وصفهم بالتيار المنحرف لتدمير النظام الإيراني، اتهام جداً خطير في إيران خاصة وأنه يوجه إلى رئيس النظام «رئيس الجمهورية»، في حين أنه من المفترض أن يحموه فالباسيج هو الذي آمن وفرض انتخابه المشوب بالشبهة حتى الآن. كما أن الاتهام بانتماء الرئيس ونائبه إلى منظمة «مجاهدي خلق»، وهي المنظمة التي يطلق عليها النظام اسم «المنافقين» ويحكم على من يشتبه بالانتماء إليه أو حتى التعاطف معها بالإعدام، لأن ذلك في عرف ومفهوم النظام بأنه «عداء لله ورسوله»، من الاتهامات الخطيرة الموجهة لواحد من أبناء النظام وليس لأنه رئيساً أوصلته حراب الباسيج إلى سدة الرئاسة، بل لأن أحمدي نجاد أحد نتاج الحرس الثوري فهو ابن المؤسسة العسكرية الثورية التي أنشأها النظام لفرضه على الشعب، وتفجر الخلافات بين أبناء هذه المؤسسة القمعية التي تفرض وجهات ومواقف مرشد الثورة، تظهر أن هناك تمرداً من داخلها وأن العناصر المتشددة تحاول أن تقمع المعارضين حتى وإن وصل الأمر باتهامهم بأنهم ينتمون إلى «منظمة المنافقين» وأن مآلهم القتل إن لم يظلوا على ولائهم للفقيه مرشد الثورة. قائد متطوعي الباسيج بتحذيره للرئيس أحمدي نجاد يوجه رسالة مباشرة لكل من يعارض مرشد الثورة، فإن الإعدام ينتظره حتى وإن كان رئيس الجمهورية نفسه...!!