منذ وقت مضى كان من الطبيعي أن تسكن الزوجة مع والدة زوجها في منزل واحد بل كانت تسعد الزوجة بهذا ويسود بينهما كل الود والحب والتعاون والكل يسهم إلى حدكبير في توطيد العلاقة وبذل ما في وسعهم بان لا يشوبها أي شائبة من خلاف وهذا يصب في مصلحة الأسرة والأبناء وجعلهم في راحة تامة، ولكن اليوم اختلف الوضع للزوجة نظرة مغايرة وحلمها الذي يراودها قبل الزواج العروس ببيت الزوجية المستقل والذي يجمعهم على الحب، وتكون هناك خصوصية وخصوصاً من وجهة نظر بعضهم بأنها في بداية حياتها وتطمح بأن تعيشها لحظة بلحظة مع شريك العمر في سكن منفصل عن منزل العائلة، ولكن السؤال الذي بات ملحا لزوجة المستقبل هل تقبلين السكن في بيت عائلة زوجك؟ أم تفضلين الاستقلالية في بيت خاص لكِ؟ واتباع المثل القائل أبَعد تحب! يقول جاسم الراشد: إن سكن الزوجين في منزل مستقل بات مطلبا ملحا يفرضه علينا وقتنا وخصوصاً إذا ما علمنا أن أما تحب ابنها حبا جنونيا وترى في بعض الأحيان أن هناك امرأة أخرى قد أخذته منها وتأخذ بعد ذلك الأمور منحنى آخر من باب الغيرة فترى الخطأ البسيط كالجبال بل لا تكف من التدخل في حياة ابنها وزوجته ناهيك عن أخواته، لذا من المنطق والحفاظ على أواصر العائلة انفراد الزوج والزوجة في بيت خاص بهما بعيدا عن منزل العائلة الرئيس. ويقول نوار العتيبي: نحن لا ننكر دور الوالدين في تربيتهما لابنهما وحبهما له الذي يستوجب عليه برهما فهما كل شيء بالنسبة له بل نعي أن استقلال الابن وزوجته في منزل لا يعني ذلك عقوقا بأي شكل من الأشكال، ولكن هذه سنة الحياة ولضمان الاستمرارية بعد توفيق الله لعشرة الزوجين شريطة ألا يبعدهم ذلك عن التواصل والبر لأن ببرهما الأجر الكبير وضمان سعادة الزوج من خلال اهتمامه بوالديه. وأوضح سعد الرشيدي بالقول لقد بدأت حياتي الزوجية في منزل العائلة بل لم نجد بحمد من الله ما ينقص حياتنا أو يعكر صفوها نظراً لوجود الاحترام المتبادل والحب الذي نشأنا عليه وكل منا مكمل للآخر بل هناك ألفة فيما بيننا، وهذه لا يعادلها أي شيء، ولكن لا يعني بأي حال من الأحوال بأن الانفصال عن منزل العائلة فيه مساوئ بل أمرمسلم وخصوصاً إذا ساد التفاهم بين الزوجين فيكون سبيل حياتهما الاستمرارية. أما أم معتز قالت أنا امرأة لا تقبل السكن مع أهل الزوج وذلك لأسباب أن بعض الأمهات يقفن حجر عثرة أمام زوجات أبنائهن ويقمن بمضايقتهن بشتى الطرق والوسائل. وهو ذات الرأي لأم خالد وتزيد أنه من الأفضل الاستقلالية منذ البداية في منزل خاص والابتعاد قدر الإمكان من السكن مع أهل الزوج وذلك لضمان الاستقرار. وفي هذا الصدد تحدث ل( الجزيرة) المستشار الأسري الأستاذ عبدالرحمن القراش (عضو برنامج الأمان الأسري الوطني) (وقال هذا الموضوع هو من صلب الواقع الذي يعاني منه الكثير من الناس، ففي القديم جرت العادة أن تزف الزوجة إلى بيت أهل زوجها لتعيش في كنف أسرته وتكون فرداً من هذه الأسرة وقليلة هي المشاكل الحاصلة نتيجة هذا السكن حيث كانت الحياة بسيطة ومتطلباتها قليلة، بالإضافة إلى مرجعية تربية الفتاة عند أسرتها حيث تربي الأم الفتاة منذ الصغر على الطاعة والولاء للزوج وعائلته وتخرج الفتاة من بيت أهلها وهي مستوعبة الدرس جيداً. بالإضافة إلى أن الفتاة لم تكن في أكثر الأحيان متعلمة ومتربية على الخوف من مواجهة المواقف خارج محيط بيت أهلها فتنتقل الفتاة إلى بيت زوجها حاملة نفس الشعور الخوف من مواجهة المجتمع، فكانت ترفض بكل ما يسكب عليها من قسوة معاملة الرجل وأهله وظلمه وبخله وحرمانه من أبسط حقوقها الزوجية، وكان أهل الفتاة يقوونها بكلمة عليك بالصبر والتضحية فلا يجوز الطلاق مهما كانت الأسباب فهي محظورة في تقاليد المجتمع بالرغم من الله أحلها عند استنفاد كل وسائل التفاهم. وأوضح القراش أننا اليوم نعيش الآن في زمن تغيرت مفاهيمه وأفكاره ومبادئه وحقوقه ومن حق المرأة أن تشترط في عقد النكاح أن يكون لها سكن خاص، ومن الأفضل أن يعيش الشاب خارج نطاق بيت العائلة مالم يمنعه عن ذلك عارض مقنع وعد القراش العديد من السلبيات للسكن مع أهل الزوج منها: - عدم القدرة أحياناً علي التأقلم مع البيئة الخاصة بأسرة الزوج وعدم القدرة علي التحاور والتعايش مع أفراد الأسرة من جهة أخري، وخاصة أم الزوج أو أخواته وعدم تحمل كلا الزوجين للمسؤولية بشكل كامل نظراً لكونهما جزءاً من نسق أسري كبير وازدياد الغيرة بين الزوجة وأم الزوج وأخواته وكبت الحرية الشخصية للزوجة وعدم تمكنها ممارسة خصوصيات (مثل اللبس والخروج والدخول ونصح المستشار الأسري المقدم على الزواج أن يوفر عش الزوجة المستقل ليبتعد عن المشاكل ويكون سعيداً في حياته فلا ضرر ولا ضرار، فمن حق الزوجة أن تعيش بحرية في بيتها وتمارس حياتها الزوجية بشكل طبيعي لأن بعض الأزواج يكلّف المرأة بالإقامة في بيت أهله وهي مسلوبة الإرادة والحرية لذلك فالاستقلال ببيت الزوجية سيكفل بإذن الله للزوج الراحة والسعادة بإذن الله بعيدا عن المشاكل العائلية الناتجة عن المشاركة السكنية.