الأميرة الفاضلة العابدة سارة بنت أحمد (الكبير) بن محمد بن تركي بن سليمان السديري، وُلِدت في العقد السابع من القرن الثالث عشر الهجري في الأحساء عندما كان والدها الأمير أحمد (الكبير) بن محمد السديري أميراً هناك من قِبل الإمام فيصل بن تركي بن عبدالله، ووالدتها هي حصة بنت مهنا بن صالح النويران، وكانت الأميرة سارة قد تزوجت من عبدالله بن حمد بن عبدالجبار الذي توفي عنها، ولم تُنجب منه، ثم تزوجها الإمام عبدالرحمن بن فيصل بن تركي فأنجبت فيصل ثم نورة، ثم أنجبت الملك عبدالعزيز مؤسس الدولة السعودية الثالثة، ثم بزة، وهيا وسعدا. وللأميرة سارة بنت أحمد السديري من الإخوة ستة، هم: عبدالعزيز وعبدالرحمن وسعد ومحمد وعبدالرحمن وتركي. ولها من الأخوات: نورة وفلوة، وهي من بيت إمارة وزعامة وكرم ونبل وسماحة وفضل؛ إذ تُعدّ أسرة السديري من أشهر الأُسَر التي أدت دوراً سياسياً مؤثراً في الجزيرة العربية، وقد تضمن تاريخ هذه الأسرة الكريمة الكثير من المواقف البطولية والقيادية والإدارية المشرفة والمخلصة، وتولى الكثير من أفرادها مناصب إدارية مهمة في الدولة السعودية عبر أطوارها التاريخية المتعاقبة، خاصة الفرع الذي ينحدر منه الأمير أحمد بن محمد السديري (الأول) جد الملك عبدالعزيز لأمه. وتُعدّ الأميرة سارة بنت أحمد السديري من أوائل نساء السدارا الفضليات اللاتي لعبن دوراً بارزاً ومؤثراً في المواقف التي عصفت بأسرتها بعد موقعة المليداء سنة 1308ه - 1891م، حيث يتضح ذلك من خط سير الإمام عبدالرحمن الفيصل ورحلته الطويلة التي بدأت من خروجه من الرياض حتى استقراره بالكويت؛ إذ تبين عظم موقف سارة وقوة صبرها وجَلَدها واحتمالها، بل ومؤازرتها لزوجها الإمام، وتحملها الصعاب معه؛ إذ تبين ذلك الفترة التي قضتها في الصحراء مع أسرتها في منازل آل مرة والعجمان بين يبرين والأحساء. وعندما شعر الإمام عبدالرحمن بصعوبة حياة الصحراء على نساء أسرته ومدى الصعاب والمشاق التي عانين منها بعث بهن إلى البحرين، ثم انتقلت معهن إلى قطر، ومنها إلى الكويت. كما أن للأميرة سارة دوراً في إمضاء ابنها الملك عبدالعزيز وشحذ همته وتقوية عزيمته عندما عزم عبدالعزيز على استعادة ملك آبائه وأجداده، وطلبت والدته من والده الإمام عبدالرحمن أن يسمح له بتكرار المحاولة لما لمست منه من إصرار وعزيمة، وهي بين عاملين: حب الابن والإشفاق عليه من تلك المغامرة، أو النزول على طلبه. وصفت الأميرة سارة بالجمال وطول القامة؛ حيث كانت امرأة فارعة الطول ذات بنية كبيرة، ويُقال إن الملك عبدالعزيز ورث قامته المديدة وبنيته الكبيرة عن أُمِّه. توفيت في مدينة الرياض في آخر عام 1327ه - 1910م، وأُدِّيت عليها الصلاة في الجامع الكبير في مدينة الرياض (جامع الإمام تركي بن عبدالله) بعد صلاة الظهر، وصلَّى عليها جمع غفير، ودُفِنت في مقبرة العود - رحمها الله رحمة واسعة -.