صدرت الطبعة الثالثة من كتاب (البرق والبريد والهاتف وصلتها بالحب والأشواق والعواطف) للأستاذ عبدالرحمن المعمر وقال المؤلف: لما رأيت كثرة كتب الخلاف والتعصب ومذكرات التكتل والتحزب وهذا السيل الجارف والهدر من القراطيس المقرطسة والكتب المكدسة هنا وهناك واكثرها يذهل العقل واللب ويذهب بالوقت والجيب ويشغل كل انسان عما يعمل لما رأيت كل هذا جئت اسوق هذه الدراسة الادبية واقدم بين يدي نجواها كلمة علها تسهم ولو بشيء يعين في ترجيل كفة الميزان وبريح اعصاب المكدود ونفسية الحيران. وتضمن الكتاب عرض للوسائل التي استخدمها المشتاقون ومنها البرق.. والبريد.. والهاتف.. ويقول المؤلف: هل سبق ان اغتربت؟ هل سبق ان اقتلعت من ترتبك بعيداً؟ هل سبق ان ذرفت الدموع شوقاً وولها وحباً وعطفاً؟ هل سبق أن اختفت حلاقيمك بالعبرات وامتلأت دموعك.. ام هل حشرج صدرك يوماً بالاهات وتتالت عليك الزفرات والعبرات؟ ان عشت تلك اللحظات وعانيت من اهات المغتربين وزفرات المشتاقين فإنك ستكون اكثر فهماً للاشواق التي يبثها الولعون بالبريد الحبيب المحب والغريب المغترب. وهذا البريد قديم قدم الشوق والحنين قديم قدم الرحيل والسفر والذكريات وهل ينسى الانسان ذكرياته وهي ماضيه وامتداد مستقبله. ويأتي ليل المحبين فتتحرك صور الماضي ويقوى أملك بالوصول، ثم يأتي عليك النهار فيشغلك العمل ويدفعك الأمل ثم تتجه إلى البريد تبحث عن ذاتك الضائعة عن شطرك الاخر. وتنقطع عنك اخبار المحبوب وتصبح عرضة ونهبا لنار الأشواق وتعود إلى أوراقك القديمة الجديدة تشتم منها ريح المحبوب وتنظر إلى الاوراق التي لمستها أنامل الحبيب وأودعها نظراته فتبحث عن العيون بين السطور.. وتضمن الكتاب عددا من القصائد التي فيها اشارة الى تلك الوسائل: يقول أحمد الصافي النجفي: قد انقطع البريد فلا جديد ولا كتب ولانبأ مفيد فهل مات الهوى أو مات جي أو القرطاسي او مات البريد ويقول نزار قباني: تلك الخطابات الكسولة بيننا خير لها ان تقطعا ان كانت الكلمات عندك سخرة لا تكتبي فالحب ليس تبرعا