في كثير من الأحيان تلجأ الفتيات للتصوير سواء بالجوال أو كاميرا الفيديو، لتخليد ذكرى معيَّنة أو مناسبة سعيدة أو رحلة، لكن تنسى الكثيرات أن تصويرهن ولا سيما من دون حجاب قد يؤدي إلى عواقب وخيمة، حين ضياع الجوال مثلاً أو وقوع الصور بأيدي من لا يرحم من الذين يمتهنون الابتزاز. تروي لنا «أمل» قصتها مع التصوير وتقول: أقوم بتصوير حفلاتي الخاصة حتى كان رصيدي من الصور على الجوال كبيراً جداً، في أحد الأيام فقدت جوالي في إحدى الاستراحات فتبت عن التصوير منذ ذلك الحين، ثم راودني الحنين إلى التصوير مرةً أخرى وقمت بالفعل بالتصوير، ولكن أخشى هذه المرة من ضياع الجوال، فأنصح كل فتاة ألا تقبل على ذلك، رغم أنني حاولت مراراًً أن أمنع نفسي من تلك العادة السيئة، ولكنني فشلت فشلاً ذريعاً، فلا أستطيع مقاومة تصوير المناسبات الخاصة بي. ذكرى «ندى ومها وشروق» طالبات في المرحلة المتوسطة تحدثن ل»صحف»: نحب نحن وصديقاتنا التقاط اللحظات السعيدة بتصويرها، لتظل ذكرى في جوال كل واحدة منا، فنقوم بتصوير مناسباتنا المختلفة من زواج وأعياد ميلاد وحفلات التخرّج، وأيضاً نقوم بإرسالها لمن لم تكن موجودة في المناسبة من صديقاتنا، والسبب في ذلك - بصراحة- من أجل أن نغيظ صديقاتنا وإشعارهن بالندم لعدم حضور تلك المناسبة. أزياء تتعجب «ابتسام الغامدي» من صديقة لها، محتفظة في جوالها بصورة فتاة ترتدي فستاناً يكشف أجزاء من جسدها، وقالت «أخبرتني أن صديقتها أرادت أن ترى مدى مناسبة الفستان عليها»، دون حساب عواقب الموضوع الذي ربما يؤدي للابتزاز. «وجدان» طالبة جامعية، تقول: ثقتي برأي صديقاتي يدفعني لإرسال صورتي لأخذ رأيهن في مكياجي أو فستاني أو تسريحة شعري، أو أي شي أقوم به. خطر!! أما «أم عمر» فتقول: لا أتوقّع أن هناك إنسانة عاقلة متزنة تفكر في ذلك؛ فما أدراني أن يرى هذه الصورة أحد محارم صديقتي بالصدفة أو غيره؟ وما أدراني أن أختلف مع صديقتي يوماً ما فيلعب الشيطان بها وتكون هذه الصورة سلاحاً لها ليقتلني؟ فأنا لا أحب تلك الأشياء. تنصح «أم معاذ» كل رب أسرة وتقول: أنصح أن ينتبه رب الأسرة لما تفعله الفتيات ومراقبتهن من بعيد دون أن يشعرن، فالمثل يقول (حرص ولا تخن)، فيجب إعطاؤهن الثقة بحرية التصرف مع الملاحظة من بعيد مما لا يضرهن ولا يقلّل من الثقة بهن، فقد تدخل صديقة جديدة في حياة البنت أو الفتاة تغير مجرى تفكيرها ومنبع سلوكياتها، وتهون عليها مثل هذه التصرفات المضرة فيما بعد. تهديد «ليلى» طالبة بجامعة الدمام تقول: في إحدى المرات وجدت (ذاكرة جوال) ملقاة على الأرض، وبفضول مني أخذتها، وعند وصولي للمنزل قمت بفتحها على جوالي فإذا بها صور لفتيات أعرفهن بالجامعة في المرحلة الأولى، فحاول الشيطان أن يلعب بعقلي حتى أعمل بهن (مقلباً) بأن أقوم بتهديدهن بالصور على أنني شاب ولست فتاة، ولكنني قلت في نفسي لو حصل معي مثل هذا الموقف فهل سأرضاه على نفسي حتى ولو كان على سبيل المزاح؟ وخصوصاً أنني من النوع الذي يصور نفسه بالجوال كثيراً، فأخذت من هذا الموقف درساً لي بأن أمتنع عن هذا التصرف السيئ، فلو سقطت هذه (الذاكرة) في يد ضعفاء النفوس، فكيف يكون مصير أولئك الفتيات ومصيري؟ وفي اليوم الثاني اتجهت للفتيات وسلمتهن الذاكرة، وكانت حالتهن يرثى لها، وحينما سلمتهن (الذاكرة) فرحن وتعهدوا على ألا يصورن أنفسهن، بل قمن بإتلاف الذاكرة أمامي. "نقلاً عن صحف"