عندما يخرج علينا بعض المحتقنين ليزعموا أن تراجع مستوى الاتحاد والشباب في دوري هذا الموسم هو الذي مكّن الهلال من احتلال صدارته بفارق (9) نقاط.. ومثلما زعموا ذلك أيضاً إبان حصوله على بطولة الدوري في الموسم الماضي فإنه سيخيل لكل (من يجهل) تاريخ المنافسات الكروية السعودية بأنّ الهلال لم يسبق له أن حقق هذه البطولة (12) مرة.. وأن أكثر من نصف تلك المرات كانت أيام العصر الذهبي للفريق المفضل لهؤلاء المحتقنين.. وأن فريقهم أيضاً لم يغب عن تحقيقها طيلة المواسم ال(17) الماضية.. (كارثة) أن يخرج علينا طالب بليد (تعب من كثر ما يرسب) ليقلل من جدارة طالب آخر بنجاح اعتاد على تحقيقه.. - بدأ الهلال مباراته أمام الجزيرة الإماراتي بكل قوة وجدية فسجل هدفين مبكرين فقلنا: (خلاص حسمها الهلال من بدري) لكن سرعان ما تغيّر الحال على اثر خطأ بدائي تمكن الفريق الإماراتي عن طريقه من تقليص الفارق (1-2).. هذا الهدف الجزراوي وكأنه (موية حارة) سُكبت على وجوه لاعبي الهلال مما أفقدهم توازنهم وأثر سلباً على مستوياتهم.. في حين أنه كان بمثابة المحفز لأصحابه والطريق المؤدي للعودة بفريقهم إلى أجواء المباراة من جديد (وهذا ما حدث) وعلى اثر ذلك أصيب الجمهور الهلالي بالسكتة.. حتى تمكن محمد الشلهوب من إضافة الهدف الثالث في أواخر الوقت بدل الضائع من زمن المباراة.. - (مصيبة) أن يكون حدوث مثل تلك المتغيرات المفاجئة وغير المتوقعة خلال المباريات سبباً في انحدار مستوى وتراجع عطاء لاعبين مؤهلين فنياً ومهارياً.. وتشبعوا أيضاً بالخبرة الكافية مثل نجوم الهلال.. الأكيد أنّ كل ذلك في حسبان كالديرون.. - النصر حقق بطولة الدوري (5) مرات.. وليس (ست) يا نبيل نقشبندي.. لا تكررها - في السابق كانت الجماهير الصفراء هي اللي (تحقن) وتشحن اللاعبين وتتسبب في انفعالاتهم واحتجاجاتهم.. أما الآن فكابتن الفريق هو الذي يقوم بكل المهام التي تؤدي إلى انفعال زملائه من خلال المباريات وآخرها كان أمام سد قطر.. - أمام (الإمارات) الإماراتي عاد المصابون فشاهدنا فريقاً شبابياً (يفتح النفس) دك الشباك الإماراتية بالأربعة.. حتى الاتحاد كان فريقاً متماسكاً وقوياً أمام وحدة الإمارات.. وفاز يومها بثلاثية جميلة جاءت لتؤكد أنّ (اتحاد) الآسيوية غير.. كلام في الصميم - لو شككت في إمكانية.. وقدرة (أي رياضي مسؤول) على تأدية العمل المناط إليه بكل تميّز وإخلاص وأمانة لاستثنيت الأمير عبد الله بن مساعد من شكوكي.. هذا الرجل نزيه.. صدوق.. ودقيق في عمله ومواعيده، وبما أنه أيضاً رجل استثماري من الدرجة الأولى (ما شاء الله).. فقد جاء قرار تنصيبه كرئيس لفريق عمل دراسة التخصيص والتطوير الرياضي موفقاً للغاية، بل ومن أفضل القرارات التي من شأنها أن تخدم مستقبل الكرة السعودية.. - (الحياد الإعلامي) هو أن تمنح كل ذي حق حقه.. لا أن توازي بين (المتفوق) وغير المتفوق.. (للأسف) مفهوم هذا الحياد في أغلب قنواتنا الرياضية هو أن (تجامل) فريقاً من أجل أن تضعه في مرتبة واحدة مع فريق آخر أفضل منه ويتفوق عليه.. نعم هذا هو حياد هذه القنوات.. - أتمنى أن يكون فريق الفيصلي أحد الفرق السعودية التي ستشارك في البطولة الآسيوية المقبلة.. وأكاد أجزم أنه لو وقع في (مجموعة) مثل مجموعة النصر في البطولة الحالية لبلغ دور الستة عشر، لا سيما وأن الفيصلي (لو شارك) فإن مشاركته ستتم دون أي ضغوط نفسية رهيبة مثلما هو حال النصر على عكس الهلال والاتحاد والشباب، وعلى اعتبار أن النصر وأيضاً الفيصلي لن تقع عليهما أي ملامة في حالة خسارتهما للبطولة الآسيوية.. - ربما كان إعلان قرار انسحاب الفرق السعودية من البطولة الآسيوية مسألة وقت لا أكثر، في ظل إصرار الاتحاد الآسيوي على خوض الفرق السعودية لمبارياتها أمام الفرق الإيرانية (في إيران).. ولأن سلامة لاعبينا وكل من ينتمي لفرقنا أهم من كافة البطولات.. - أمام النصر تعرض مدافع الرائد إبراهيم شراحيلي لعبارات بذيئة من جماهير نصراوية، إلى درجة أن شراحيلي (سد أذنيه) من هول ما سمعه من عبارات جارحة لمشاعره، وقد أظهرت ذلك إحدى اللقطات التلفزيونية.. فأين لجنة الانضباط من تلك البذاءات الجماهيرية النصراوية؟ - بعد (نزول الجماهير) إلى أرض ملعب مباراة الزمالك المصري والأفريقي التونسي، وحدوث حالات الشغب، والاعتداءات المأساوية.. أعجبني أحد منسوبي الأفريقي عندما علق على هذه الأحداث بقوله: للأسف (مفهوم الحرية) لدى بعض شعوبنا هو الانفلات.. وإثارة الفوضى.. والتعدي على حقوق الآخرين.. - أحد المعلقين ذكر أن البطولة الآسيوية هي (البطولة المفضلة) للنصر.. كيف تكون بطولة النصر المفضلة وهو الذي لم يحققها سوى مرة (أبطال الكؤوس)، فضلاً عن أنه غاب عن المشاركة من خلالها طيلة ال(12) عاماً الماضية؟ .. هذا نوع من أنواع المجاملة التي قلت لكم عنها في أحد سطوري السابقة!! - مباراتي النصر والرائد.. والاتحاد أمام التعاون شهدتا حضوراً جماهيرياً متواضعاً للغاية.. وربما كان سبب ذلك يعود إلى (انشغال) بعض جماهير النصر وأغلب جماهير الاتحاد بمتابعة مباراة الاتفاق والهلال تطلعاً لفوز اتفاقي واعتقاداً منها بأن الاتحاد (فايز .. فايز) على التعاون.. لكن الهلال هو الذي فاز.. والاتحاد هو من خسر.. فكانت الصدمة عنيفة ومضاعفة.. - دائماً ما يرجعون أسباب تفوق الهلال (نتائجياً) على الفرق السعودية الأخرى إلى (استقراره) العناصري والإداري.. لكنهم ينسون (ربما جهلاً.. أو عمداً) أن أهم هذه الأسباب - بعد توفيق الله - تعود إلى نوعية عناصره، وإلى تميزها (فنياً.. ومهارياً) على لاعبي الفرق الأخرى.. إضافة إلى (تفوق الفكر الإداري) الذي يدير الهلال.. - حسين عبد الغني هو (كابتن النصر) ولكنه أسرع لاعبيه انفعالاً وانفلات أعصاب.. وأكثرهم أيضاً دخولاً في مناوشات جانبية صبيانية مع لاعبي الخصوم.. بصراحة (كابتن) غريب.. وبمواصفات لم أشاهدها في شخصية أي قائد كروي على مر الزمن.. والله يعينه على نفسه.. ألم أكتب لكم ذات يوم أن حسين يشوه الكبتنية في النصر.. وقفة ساخنة - عندما حقق الاتفاق بطولة دوري موسم 1403ه (دون أي هزيمة) كان قد خاض (18) مباراة وعلى اعتبار أن عدد الفرق المشاركة في ذاك الدوري (10) فرق.. ولهذا من الظلم أن نجعل هذا التميز الاتفاقي متداولاً على مر الزمن وكحالة استثنائية ثابتة في تاريخ بطولات الدوري السعودي حتى وقتنا الراهن في ظل ارتفاع عدد فرق الدوري إلى (14) فريقاً ومثلما هو حاصل في دوري الموسم الحالي الذي يتزعمه الهلال وبات قريباً من تحقيق بطولته بعد (21) مباراة خاضها دون أن يخسر منها أي مباراة ومن أصل (26) مباراة سيخوضها كل فريق في الدوري.. - أخيراً.. (99%) من الذين نصبوا الهلال بطلاً للدوري قبل نهايته بست جولات هم من أكثر الذين تغيظهم نجاحات الهلال ولا يتمنون حصوله على أي بطولة.. - خاتمة.. سلامات للأستاذ خالد البلطان رئيس نادي الشباب من العارض الصحي الذي ألمّ به.. وما يشوف شر إن شاء الله.