تقدم مقاتلو المعارضة الليبية المسلحة نحو مسقط رأس الزعيم معمر القذافي سرت أمس الاثنين وتدفقوا غربا على امتداد الطريق الساحلي الرئيسي في شاحنات صغيرة ومعهم أسلحة آلية. وانتقدت روسيا الغارات الجوية التي قادها الغرب والتي غيرت دفة الصراع في ليبيا قائلة إنها تصل إلى حد الانحياز إلى جانب على حساب آخر في حرب أهلية وإنها تنتهك بنود قرار مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة. وأصبحت قطر أول دولة عربية تعترف بالمجلس الوطني الانتقالي ممثلا شرعيا وحيداً للشعب الليبي مع دخول انتفاضة الثوار على حكم القذافي الممتد منذ 41 عاما أسبوعها السادس. وقالت قناة الجزيرة إن المعارضين اقتنصوا السيطرة على بلدة النوفلية من القوات الموالية للقذافي ليوسعوا تقدمهم غربا نحو سرت مسقط رأسه التي تقع على بعد 120 كيلومترا. فيما كانت في ذلك الوقت طائرات تورنادو بريطانية قد شنت هجوماً على مستودعات ذخيرة تابعة للحكومة الليبية في سبها في الساعات الأولى من صباح أمس، حيث كانت تستخدم في إعادة تموين القوات الحكومية الليبية التي تهاجم المدنيين في شمال البلاد. واكتسب المعارضون جرأة بسبب الغارات الجوية التي يقودها الغرب ضد قوات القذافي مما ساعدهم على التقدم غربا على امتداد ساحل البحر المتوسط لاستعادة عدد من البلدات في وقت قصير. واستعادت المعارضة المسلحة السيطرة على جميع المرافيء النفطية الرئيسية في شرق ليبيا عضو منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك). ونقلت الجزيرة عن متحدث باسم المعارضين إن القوات الموالية للقذافي قصفت بلدة الزنتان ومصراته بغرب البلاد بالصواريخ في وقت مبكر يوم أمس، فيما ذكرت مصادر أخرى مقتل 8 أشخاص وجرح24 في اشتباكات بين المعارضة المسلحة وقوات الحكومة الليبية في المدينة. وقالت وكالة الأنباء الليبية إن قوات التحالف قصفت مدينة سبها بجنوب البلاد عند الفجر أمس مما أدى إلى وقوع عدة خسائر بشرية. ودوت ستة انفجارات على الأقل في طرابلس ليل الأحد أعقبها دوي إطلاق نيران مدافع مضادة للطائرات من قبل القوات الليبية. وقال التلفزيون الليبي إن غارات جوية استهدفت «مناطق مدنية وعسكرية» بالعاصمة. وبث التلفزيون الرسمي الليبي ما قال إنها لقطات حية للقذافي في سيارة بمجمعه في طرابلس حيث لوح مئات المؤيدين بالأعلام الخضراء ورددوا هتافات. ولم يشاهد القذافي داخل السيارة البيضاء لكن التلفزيون قال إنه كان بداخلها. من جانب آخر فقد وافق حلف شمال الأطلسي على تولي السيطرة الكاملة على العمليات العسكرية في ليبيا بعد أسبوع من المفاوضات المحتدمة. وكانت الولاياتالمتحدة التي قادت المرحلة الأولى قد سعت إلى تقليص دورها في دولة مسلمة أخرى بعد حربي العراق وأفغانستان.