لم يكن يوم الجمعة الماضي يومًا عاديًا في تاريخ المملكة العربية السعودية حين أطلّ علينا قائد مسيرتنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود -حفظه الله وسدد خطاه - بتلك الإطلالة البهية التي عبّر فيها بكلمات يسيرة.. عن معانٍ عظيمة عجز أن يسطرها كبار قادة دول العالم، بل وعلى مستوى العالم لم نجد قائدًا بمثل صدق ومحبة خادم الحرمين الشريفين لشعبه، وحرصه قبل ذلك على دين الإسلام، والذب عن حياض الدين، فمن يستشعر تلك الأوامر وما تضمنته من معانٍ سامية يعرف بحق تلك الشخصية العظيمة التي يملكها ملك القلوب، ملك الإنسانية؛ خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله-. إننا حينما نشاهد هذه النعم المتوالية، والعطاءات المتدفقة التي أولانا إياها ربنا جلّ وعلا، لنرى في طيات المحن منحًا، فهو الذي يبتلي ويعافي، ويقدر ما يشاء ويرفع، لحكم جليلة، مرت محنة الوطن بقدر الله على مليكه الغالي بذاك الطارئ الصحي، لتزول هذه المحنة، وتكشف عن محبة عظيمة متبادلة، وتكاتف وتعاضد وتآزر، ثم تأتي فتنة دعاة الشر والفرقة، ولكن الله جلّ وعلا يوفق الحاكم والمحكوم لكشف هذه المؤامرة الدنيئة لتتوالى رسائل المحبة والوفاء والولاء والتذكير بالنعم وفضح دعاة السوء كأبلغ رد على هذه الدعوة، مظهرة للعالم أجمع فشلاً ذريعًا، وهزيمة منكرة للمفسدين، وإنها والله لمن أعظم النعم أن نرى الوحدة تتجسد في واقعنا بصورة لا نظير لها، وأن نرى مقوماتها التي تعتمد الأصول الشرعية، والمقاصد المرعية، التي جاءت بها شريعة الإسلام، وعاشها المسلمون في مختلف العصور، وتتحقق في مملكة الوحدة والسلام والوئام بصورة مثالية لا نظير لها في العالم متبادلة بين الراعي والرعية، والمسؤول والموظف، فحكامنًا الأوفياء، وقادتنا الميامين يجعلون رضا الله غايتهم، ومصلحة الوطن والمواطنين من أبرز مسؤولياتهم وأولى أولوياتهم، ويشعرون بما يحتاجه المواطن وما يلم به، وما يؤثر في سعادته ورفاهيته وطمأنينته، شعورًا بالأمانة، وتحملاً للمسؤولية. وتحمل تلك الكلمة المحبة الصادقة التي جعلها مليكنا أعظم هدية، عبّر عنها بقوله: «يعلم الله أنكم في قلبي أحملكم دائمًا واستمد العزم والعون والقوة من الله ثم منكم». حقًا إنها ملحمة الوفاء، والحب والإخاء، جسدها مليكنا بهذه العبارات التي تتقاصر دونها كل الجمل والأحرف، وتتناثر دونها كل المعاني البلاغية، ولا يملك المواطن إزاءها إلا أن يبادل المليك بها. حقًا أن هذه القرارات التأريخية مأثرة من مآثر ملك الإصلاح -أيده الله- ، تسطر له بأحرف من نور، ويخلدها التأريخ كشاهد من شواهد عزة الدين، وقيام إمام المسلمين بما توجبه عليه الأمانة والمسؤولية، وما يتطلبه الوضع الراهن، ومحمدة يشكرها كل مواطن بل كل مسلم لمليك الحكمة والسداد. نسأل الله تعالى أن يحفظ لبلادنا قائدها وحماتها، وأن يحفظنا من كل سوء، وأن يديم علينا نعمه الظاهرة والباطنة، إنه ولي ذلك والقادر عليه، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. وزارة الداخلية - التطوير الإداري