إن اهتمام القيادة بتمكين أبنائنا وبناتنا من المشاركة في المسابقات الدولية، والمحافل العلمية والميادين الإبداعية لهو دليل أكيد على وعي ولاة الأمر. بأن التحفيز فن من فنون التربية والتعليم وبأن دفع الهمم إلى بلوغ العلياء وسيلة من الوسائل التي تمتد جذورها في أعماق التربية الإسلامية وتنبع مفهوماتها من هدي الكتاب الكريم والسنة النبوية الشريفة. وتأتي مشاركة المملكة العربية السعودية في هذه الدراسات تفعيلاً لخطط التنمية والتطوير التي تنتهجها الوزارة، والتي تتطلب التنمية المجتمعية ليكونوا أفرادا قادرين في هذا المجتمع على تحقيق النهضة المعرفية والاقتصادية والاجتماعية وأصبحت معظم نظم التعليم في العالم تسعى للمشاركة في هذه الدراسات والاختبارات بهدف إبراز تميز النظام التعليمي فيها، أو تقويمه للاطلاع على مستوى أدائه رغبة منها للحاق بركب الدول المتفوقة في هذا المجال. والجدير بالذكر أن (بيرلز) وكذلك الحالة بالنسبة (لتيمز) هي من الدراسات الدولية التي تحرص وزارة التربية على المشاركة فيها للاستفادة من نتائجها أكثر من تحقيق مركز متقدم فيها، حيث إنها ليست مسابقة تتنافس الدول فيها للحصول على المراكز المتقدمة، وهذا لا يعني بطبيعة الحال عدم الاهتمام بهذا الأمر، فالوزارة تحرص على تحقيق المشاركة في هذه الدراسات وذلك لتمثيل المملكة في الفعاليات الدولية ذات الصلة والاستفادة من خبرات وتجارب الدول الأخرى للمشاركة في الدراسة واستثمار وتطوير المواد البشرية الوطنية والارتقاء بمستوى التلاميذ التعليمي والوقوف على مستوى تحصيلهم العلمي ومقارنة المستوى التحصيلي لتلك المواد بين طلبة الدول المشاركة مع طلبة دول العالم الأخرى والمساهمة في تطوير العملية التعليمية والتربوية في المملكة وذلك من خلال تطوير المناهج الدراسية وطرائق وأساليب التدريس وتنمية أداء المعلمين المهني إضافة إلى رفع مستوى الوعي لدى أولياء الأمور التي لا تقل أهمية مشاركتهم عن دور المدرسة في تطوير العملية التعليمية. ويتمثل دور ولي الأمر في المتابعة المستمرة للطالبة ومساعدتها لهذه الاختبارات وتعزيز الشراكة الفاعلة ما بين المنزل والمدرسة. فدور ولي الأمر لا يقل أهمية عن دور المدرسة لتحقيق نتائج أفضل في هذه الاختبارات، ولا بد أن أشير إلى أهمية النظر بإيجابية لأبنائنا الطلاب فهم يمتلكون من الذكاء والتفكير السليم ما يوازي أو يتفوق نظائرهم في الدول الأخرى ولكننا بحاجة إلى تعزيز ثقتهم بأنفسهم وتشجيعهم وتحفيزهم على المشاركة بفاعلية في هذه الاختبارات لتمثيل الوطن بصورة مشرفة في مجال التعليم.وإن العالم اليوم رغم سعته واتساعه يضيق عن استيعاب المتأخرين ويتجاهل كل من ليس له همه وعزم متين وفي مقابل ذلك نراه يفتح ذراعيه مرحباً بكل إبداع وريادة وسمو همه وحسن قيادة، وتحفيز بناتنا وأبنائنا على حد سواء للاشتراك في المسابقات الدولية والمضامير العلمية والإبداعية يعد واجباً وطنياً سامياً ومتطلباً قيادياً راقياً تقع تبعاته على كل راعٍ لمسؤوليته مدرك لعظم الأمانة التي ألقيت على عاتقه.. ونخص بالذكر المشرفات التربويات ومديرات المدارس ومن في حكمهن. ولا يكتمل العقد إلا بعمل دؤوب جاد من معلمة واعية راعية لواجبها تجاه تعليم بناتها وترقية ألبابهن وتنشيط عقولهن وشحذ هممهن ليجنين العلم الخالص الذي بموجبه تتفتق أفكارهن وتزدهر إبداعاتهن ويكن سبباً في الصدارة. وبلوغ العالم الأول وتسور أسوار الاقتصاد المعرفي بكل جدارة. مساعد مدير تعليم شقراء لشؤون البنات بشقراء