فاصلة: (كل يوم نتعلم شيئاً جديداً) - حكمة عالمية - الطلاب الذين يدرسون الماجستير يواجهون صعوبات عدة في الدراسة، ذلك لأن منهاج التعليم في بريطانيا مختلف كليّة عن الطريقة التي اعتادوا بها الدراسة في الجامعات السعودية في مرحلة البكالوريوس. فالجامعات البريطانية تعتمد كثيراً على البحوث العلمية، وهناك مواد دراسية تعتمد بالفعل على مناقشة الطالب للمقالات العلمية، وهذا ما لم يعتده الطالب السعودي الذي يعتمد على ذاكرته ليحفظ محتويات المادة من مرجع أو مذكرِّة يوزعها الأستاذ الجامعي على طلبته. قلة من أساتذتنا الجامعيين يعتمدون الطرق العلمية في التدريس ويخاطبون عقل الطالب قبل ذاكرته. ولذلك أجد كثيراً من الطالبات هنا محبطات بعد انهاء الفصل الدراسي الأول من الدراسة وحصولهن على الدرجات التي لا ترقى إلى طموحاتهن، فهن اعتدن على الحفظ وبالتالي الحصول على درجات عالية، لكن لم يعتدن على تحليل المقالات العلمية أو مناقشة الأفكار وتفنيدها والخروج بنتيجة تعتمد على خبرات الطالب ومعارفه. من وجهة نظري على الطلاب والطالبات هنا أن يغيِّروا قيمهم التي تعلموها عن التفوق والتميز والنجاح الدراسي. الدرجات العلمية المرتفعة بالتأكيد مطلوبة، لكني لا أراها هدفاً وحيداً، فالتفوق في الدرجات لا يعني التميُّز بل يعني ذاكرة قوية ومقدرة على التركيز والحفظ، والمطلوب هو الفهم والإدراك وليس الحفظ وحده. إن لدينا كمبتعثين للدراسة في الخارج فرصة كبيرة للاستفادة من المصادر العلمية الموجودة في الجامعات البريطانية والانفتاح على كل ما من شأنه تطويرنا في مجال تخصصنا العلمي. هدف الابتعاث ليس حصول الطلبة على أعلى الدرجات بل الهدف هو التعلُّم بكل ما تعني هذه الكلمة من معنى. التعلُّم هو ما نكتسبه من معارف، ومعان، وأفكار، سواء تم هذا الاكتساب بطريقة متعمدة ومخططة، أو بطريقة عرضية. فإذا انكببنا على المذاكرة دون اهتمام بالتعرُّف على كل جديد في مجالنا العلمي، فالنتيجة هي درجات علمية عالية من دون أن يكون لدينا مخزون من الخبرات التي تساعدنا في التميُّز وخدمة بلادنا حالما نعود -بإذن الله. والحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها أخذ بها، وفي بلاد الغرب وفرص عديدة لاكتشاف عوالم محتلفة من الخبرات. [email protected]