تُمثل عودة خادم الحرمين الشريفين سالماً معافى إلى أرض الوطن بعد وعكته الصحية الأخيرة بشرى لكل مواطني المملكة ومحبيه حول العالم؛ فهو رجل استثنائي ومثال لبذل الخير والعطاء؛ لذلك فالسعادة والفرحة بعودته تتجاوز الحدود. ونحتفي هذه الأيام بعودة خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - إلى أرض الوطن، ونسعد بطلة جلالته، وندعو الله - جلت قدرته - أن يديم الصحة والعافية على سموه، ويمنحه مزيداً من القوة والتوفيق؛ ليسهم في تحقيق ما يصبو إليه وطننا العزيز من رفعة وسؤدد. لقد شكَّلت جموع المستقبلين مهرجاناً ولوحة فنية في مطار الملك خالد في الرياض، يعجز المرء عن رسم ملامحها وتبيان أبعادها الحقيقية.. حري بشعب أحب قيادته كل هذا الحب المتبادل أن يفتخر بأنه من صلب هذا الوطن خرج رجال عظماء سطروا بأعمالهم وأفعالهم الإنسانية والخيرية أروع نماذج التفاني والعطاء لحب الخير، ليس في المملكة فحسب، وإنما في جميع بقاع العالم؛ فقد عرفت الشعوب الغنية الملك عبدالله بن عبد العزيز قبل أن تنعم الشعوب الفقيرة بأعماله الإنسانية والخيرية. والحديث عن خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - له جوانبٌ وأبعادٌ إنسانيّة وطنية عظيمة؛ فإنجازاته التي لا يسمح المجال لسردها مرتبطة كل الارتباط بإنجازات المملكة العربية السعودية على جميع الأصعدة؛ فمنذ أن نال ثقة المؤسس الوالد الملك عبد العزيز - طيب الله ثراه - تحمّل المسؤوليات الجِسام والمهام العِظام؛ فقد كانت عطاءاته المستمرة غير المنقطعة في المناصب كافة التي تقلّدها. أمّا جانبُ وبُعْدُ سموّه الإنساني فإنه جلي للعيان، فهو نهرٌ جارٍ دائمُ العطاء والبذل في مساعدة الفقراء والمُسنّين والمعوقين، وإغاثة المحتاجين وبناء الدور لهم، وعمارة بيوت الرحمن في أنحاء المعمورة كافة.. فأهلاً بعودتك أيُّها الملك المعطاء. عطاء الملك عبد الله بن عبدالعزيز أكبر من أن يوصف، وأكثر من أن يحصى؛ فقد استطال خيره، وعمّ كثيراً من الأصقاع، وخدم الإنسان أينما كان، فحاز أرفع أوسمة الشرف، وأعلى شهادات التقدير، وأكبر جوائز الرضا الإنساني؛ فهو خير يمشي على قدمين يجوب كل حاجات الإنسانية ويقدم ويعطي دون منّ أو أذى. ومن يعرف هذا الملك يحبه؛ فإنه يحمل له كل المعاني الجميلة والنبيلة، ويقف دوماً عند دعمه ورعايته لكل أعمال الخير، وهو محب للعلم ولذلك بذل عطاءه للمؤسسات العلمية وجهودها في إثراء البحث العلمي الذي يخدم الإنسانية سواء على الصعيد الوطني أو الخارجي. لم تعد لحضن الوطن يا سيدي فحسب، بل عدت سالماً معافى لرحم الإنسانية التي ولدت ابناً باراً بها. هنيئاً للإنسانية بعودتك وأنت موفور الصحة والعافية، وهنيئاً للخير الذي نهل من ينابيع عطائك حتى نضب الخير ولم تنضب مكارمك.. نحمد الله على سلامتك، وندعوه أن يديمك زخراً لهذا الوطن الخيّر بكرم وإنسانية رجاله المخلصين لحب الخير والعطاء.