أعلنت أمانة جائزة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمية للترجمة أمس الأول عن الأعمال الفائزة في الدورة الرابعة للجائزة لعام 1431ه - 2010م في مركز الرياض الدولي للمعارض برعاية صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالعزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين، وعضو مجلس إدارة مكتبة الملك عبد العزيز العامة، ورئيس مجلس أمناء الجائزة. جاء ذلك في حفل أقيم بهذه المناسبة وبدئ بآيات من الذكر الحكيم، ثم عرض مرئي وثائقي عن مسيرة الترجمة في العالم وتأثيرها على المستويين المعرفي والثقافي. وتناول العرض المرئي تاريخ الترجمة في العالم، وتأثيرها في تبادل العلوم والمعرفة قديما وأهمية الترجمة في الاطلاع على ثقافات الأمم والشعوب مركزا أنها من خير الوسائل للحوار والتفاهم بين الثقافات العالمية. إثر ذلك ألقى صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن عبد الله بن عبد العزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين، وعضو مجلس إدارة مكتبة الملك عبد العزيز العامة، ورئيس مجلس أمناء الجائزة كلمة نقل فيها تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله وتقديره أيده الله للدور الرائد الذي تقوم به الجائزة والقائمون عليها في إثراء حركة الترجمة وحوار الثقافات الإنسانية. وقال: إن خادم الحرمين الشريفين يولي عناية خاصة بهذه الجائزة العالمية وتطويرها بوصفها أحد عناوين اهتمام المملكة العربية السعودية بالإبداع والمبدعين، لتبادل الآراء بين النتاجات الإنسانية العالمية وتلاقح الأفكار. وأوضح سموه أن نهوض حركة الترجمة العالمية أسهم بأدوار حضارية وإنسانية بالغة الأهمية في الثقافات والحضارات المتنوعة، وأثرت إبداعات المفكرين والباحثين والأدباء؛ وفتحت لهم مجالات واسعة للانتشار والتأثير، وأقامت جسورا حية وفهما متبادلا بين حضارات وثقافات العالم قاطبة. وتابع يقول: «ولعل انطلاق هذه الجائزة من رؤية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - أيده الله - نحو ترسيخ الحوار الثقافي والحضاري بين الأمم والشعوب، بوصف الترجمة، وفهم الآخر، أساسا للحوار الناجح والمثمر, يأتي تعبيرا عن رؤيته الثاقبة والسديدة وتقديره الخاص لدور الترجمة ومكانتها في تعزيز التفاهم والحوار الإنساني». وأضاف سموه قائلا: الجائزة منذ انطلاقها قبل أربعة أعوام، وهي تسعى حثيثا لترسيخ ذلك، وتعزيز التقارب بين الثقافات من خلال تشجيع الترجمة بوصفها الناقل الأمين للأفكار والمفاهيم التي تلتقي عليها الثقافات المتنوعة». وهنأ سمو الأمير عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالعزيز في نهاية كلمته الفائزين والفائزات بالجائزة متمنيا لهم دوام التوفيق. عقب ذلك ألقى نائب المشرف العام على مكتبة الملك عبد العزيز العامة الدكتور عبدالكريم بن عبد الرحمن الزيد كلمة أشار فيها إلى منظومة القيم النبيلة التي يرسخها، خادم الحرمين الشريفين حفظه الله من خلال مبادراته الإنسانية والحضارية والثقافية المتنوعة، وهي القيم نفسها التي تعمل هذه الجائزة على تكريسها في الفضاء الإنساني والعالمي. وأكد أنه في طليعة تلك القيم التي يسعى لها خادم الحرمين الشريفين هي تعزيز قيم الحوار والاعتدال والتسامح والتعايش الإنساني، استنادا إلى هوية إنسانية، صلبة، مؤطرة بتفاعل حضاري مستنير مع ثقافات العالم كافة. ولفت الزيد إلى أن الجائزة استطاعتْ أن تحوز على رضى النخب الثقافية والعلمية في الجامعات والمؤسسات الثقافية. وقال: على الرغم من حداثة عمرها، باتتْ تتمتع بحضور دولي، وهو أمر يبعث على التفاؤل والثقة بتكريس عالمية الجائزة، ويعبر في الوقت نفسه، عن حيازتها المصداقية، وثقة المبدعين في نهجها. ثم أعلن أمين عام الجائزة الدكتور سعيد بن فايز السعيد عن أسماء الفائزين بجائزة خادم الحرمين الشريفين عبد الله بن عبد العزيز العالمية للترجمة في دورتها الرابعة لعام 1431ه - 2010م، وجاءت الجائزة وفقا لفروعها الخمسة التالية وهي: جائزة الترجمة في مجال جهود المؤسسات والهيئات، وجائزة الترجمة في مجال العلوم الإنسانية من اللغات الأخرى إلى اللغة العربية، وجائزة الترجمة في مجال العلوم الإنسانية من اللغة العربية إلى اللغات الأخرى، وجائزة الترجمة في مجال العلوم الطبيعية من اللغات الأخرى إلى اللغة العربية، وجائزة الترجمة في مجال العلوم الطبيعية من اللغة العربية إلى اللغات الأخرى. وجاء الإعلان للجائزة على النحو التالي: أولاً: منح الجائزة في مجال جهود المؤسسات والهيئات: ل «المنظمة العربية للترجمة» نظير إنتاجها كما ونوعا مثمرا عن مئة وخمسة وعشرين عملا، تنوعت مجالاتها المعرفية في مجملها بجودة الترجمة ووضوح معانيها وسلامة إجراءاتها. ثانيا: حجب الجائزة في مجال «العلوم الطبيعة من اللغة العربية إلى اللغات الأخرى»؛ وذلك لعدم ورود أية ترشيحات للمنافسة على جائزته. ثالثا: منح الجائزة في مجال «العلوم الطبيعية من اللغات الأخرى إلى اللغة العربية» (مناصفة) بين كل من: الدكتور/ محمد بن عبدالله الزغيبي عن ترجمته لكتاب «الفيزيولوجيا» من اللغة الإنجليزية, لمؤلفته/ لندا كوستانزو, ويقدم الكتاب شرحا وافيا لعلم وظائف الأعضاء، مدعما بالعديد من الصور والرسوم التوضيحية. وتعد ترجمة الكتاب إضافة مميزة تسهم في سد حاجة المكتبة العربية إلى مثل هذه العلوم. أما الجزء الثاني من الجائزة فمنحت للدكتور/ عبدالله بن علي الغشام، والدكتور/ يوسف أحمد بركات، عن ترجمتهما لكتاب «مبادئ تغذية الإنسان» من اللغة الإنجليزية، لمؤلفه: مارتن ايستوود الذي تناول فيه مكونات الغذاء وآثاره والعوامل المؤثرة في أنماط التغذية عند الأفراد والمجتمعات، ويقدم العمل رؤية جديدة تربط بين مكونات الفرد الوراثية وتعامله مع المواد الغذائية. رابعا: منح الجائزة في مجال «العلوم الإنسانية من اللغات الأخرى إلى اللغة العربية» مناصفة بين كل من: الدكتور/ جورج زيناتي، عن ترجمته لكتاب «الذاكرة، التاريخ، النسيان» من اللغة الفرنسية؛ للمفكر/ بول ريكور الذي يتناول فيه الحديث عن ثلاث قضايا فكرية وفلسفية عميقة فيدرس الذاكرة بوصفها نقطة انطلاق لمسيرة البشرية ويحاول فهم التاريخ عبر فهم علاقة الإنسان بالماضي ويدرس الحاضر استنادا على ما ينتجه من حوار أو صراع بين عنف الواقع وأمل المستقبل، ويؤسس العمل لإقامة حوار بين مختلف الحضارات التي أنشأها الإنسان على مر العصور.