من أهم ما يجب على مديري الجامعات المُجدد لهم، أن يهتموا به، هو تفعيل العلاقة بين الدارسين وبين هيئة التدريس. فمعروف أن ظاهرة «لا أشوفك في مادتي، احذفها أحسن لك»، لا تزال هي الظاهرة السائدة في جامعاتنا، ولم ينجح أي من مديري جامعاتنا في مجرد الاقتراب من حلّها، على أساس أن هيبة الجامعة مرتبطة بهيبة عضو هيئة التدريس. هذا الموقف يجب أن يتغيّر، فالطالب والطالبة هما الواجهة الأولى للجامعة، وما وجود عضو وعضوة هيئة التدريس، إلا ليخدما هذه الواجهة، وليس العكس. ما قيمة الجامعة إذا كان واجهتها يدخل محبطاً ويخرج منكسراً مهاناً؟!! ولو أن مدير الجامعة كلّف نفسه بالدخول إلى قاعات المحاضرات، بشكل غير مرتب، ودخل في حوار صريح مع الطلبة، بخصوص مدى رضاهم عن أعضاء هيئة التدريس، لتمكنت الجامعات من القضاء على هذه الظاهرة التي غدت سمة من سماتنا التعليمية. ولا تقولوا لي: الطلبة والطالبات يرسلون رسائل ورقية أو إلكترونية لمدير الجامعة، فالتجارب أثبتت أن هذه مجرد أشكال للاستهلاك الإعلامي، وأن لا أحد يقرأ، وأن مصير الرسائل هو لموظفين لا يريدون زعل المدير والتنكيد عليه!! أربع سنوات جديدة، نتمنى من كل مدير جامعة أن يتفوق أثناءها على نفسه، وأن يسعى لتحسين علاقة الطلبة والطالبات بأعضاء هيئة التدريس، ولتحسين صور كثيرة أخرى للتعليم العالي، الذي هو في حالة لا تسرّ أحداً.