ورد في مقال نشر في جريدة الجزيرة في عدد (14015) للكاتب سلمان العُمري بعنوان: (شرف العمل ولا ذل السؤال). ضرب فيه الكاتب مثالاً حياً لواقع شبابنا مع العمل هذا الزمان، وذكر فيه أن الشباب يبحثون عن العمل في الدوائر الحكومية بحثاً عن الأمان الوظيفي، وليس لديهم استعداد لتقبل العمل الشاق، أو بدء مشاريع تجارية تكفهم عن ذل السؤال وظل الوظيفة. فلعلي أقول تعليقاً على ما ذكر الكاتب الذي أتى على الوتر الحساس في قضية من قضايا الشباب السعودي، فلقد كان لدينا في (مؤسسة قيادات الوطن) تجربة مأساوية لواقع معظم شبابنا وفتياتنا، فمن ذلك أنه تم الإعلان عن تنفيذ برنامج تدريبي لتأهيل الباحثات عن الكسب المادي للعمل الخاص، واستثمار القدرات والطاقات الكامنة لديهن. حيث إنه تم في شهر رجب 1431ه التسويق لعدد (60.000) من الفتيات للمشاركة في برنامج مهارات بدء المشاريع، فكانت نسبة المتقدمات للبرنامج 10% فقط. وفي المقابل تم في شهر شعبان 1431ه الإعلان عن حملة وطنية للتوظيف (حملة قيادات الوطن لتوظف فتيات الوطن) فكانت النسبة في التقدم (60 %) من الفئة المستهدفة للحملة، بحثاً عن الوظيفة، والراتب الشهري. إن هذه التجربة التي مرت بها مؤسسة قيادات الوطن، وهذه النتائج تطرح مئة استفهام حول هؤلاء الفتيات وتوجههن: أليست الجامعات تؤهل الطالبات للعمل؟ أليست ظروف المعيشة في تقلب مستمر؟ أليست الوظيفة خيارًا غير مضمون وغير دائم؟ أليست الوظائف المطروحة في القطاع الخاص لا تتناسب مع جميع الفتيات؟ فلماذا لا تتحول هؤلاء الفتيات من مستهلكات إلى مستثمرات؟ ولماذا تضع الفتاة نفسها في زاوية ضيقة (إما الوظيفة أو البطالة)؟! ولعل إحصائية وزارة الاقتصاد والتخطيط في المملكة حول نسبة عمل السعوديات وغير السعوديات، وحول نسبة أكبر نشاط تمارسه الفتاة السعودية، يوضح ما كنت أقصد، وما أصبو إليه لصالح فتيات الوطن. لقد أجاد الكاتب العُمري في التشديد على أهمية العمل والبحث، وأن السعي في ذلك لا يحمل شيئًا من العيب، ولكنها الفطرة التي يؤجر عليها الإنسان: ?وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ?، وفي الحديث: (لو قامت القيامة وفي يد أحدكم فسيلة فإن استطاع أن يغرسها فليغرسها)، إنه أكبر داعم ومساند للتحول من شباب مستهلك إلى مستثمر. ونحن في «مؤسسة قيادات الوطن» نستقبل يومياً طلبات التوظيف، ونقف على معاناة الفتيات ومشاكلهن المهنية.. إن شباب وفتيات الوطن إذا لم يغيروا نظرتهم السوداوية، لن يستطيعوا أن يعملوا، وإن عملوا فلن يستطيعوا أن يستمروا. ندى البكر- مؤسسة ومشرفة على مؤسسة قيادات الوطن