إن من نعم الله علينا في المملكة العربية السعودية أن هيأ لنا المؤسس الإمام الصالح العادل عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود رحمه الله رحمةً واسعة وجعل منزله في الفردوس الأعلى من الجنة فله بعد الله فضل لا ينسى وأثر لا يمحى وسجل في التاريخ سجل فخر وعزة وسياسة وحكمة وذكاء وفطنة وهدى وتقى وعدل ورحمة بشعبه وهمة عالية ونية صادقة بتوفيق الله وحد البلاد وقضى على الفساد وأطفأ نار الفتنة وبدل المحنة بالمنحة والتفرقة بالوحدة ولمّ الشمل بدل الخوف بعون الله أمنا والفقر ثروة ورفع راية العقيدة لا إله إلا الله محمد رسول الله حكم بشرع الله وانتصر للمظلوم من الظالم أمن سبل الحج ورفع راية العلم وأمر بالمعروف ونهى عن المنكر ربى أشباله على العقيدة الصافية فكانوا خير سلف لخير خلف توالت على أيديهم الطولى خيرات البلاد والرقي بجميع شئون الحياة سيرت الطرق الفسيحة الآمنة المريحة وشيدت دور العلم وكبار الجامعات بشتى أنواع العلوم ورفعت راية العدل بالحكم بما أنزل الله بمحاكم شرعية بمختلف درجاتها وتخصصاتها وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر وجعلوا جهازاً حكومياً لذلك شيدت المشافي الضخمة المجانية مدت يد العون للفقير والمسكين والمآثر كثيرة لا يسع المقام عدها ولا حصرها لكنها ملموسة مشهودة كل ذلك نعم يجب علينا شكرها والشكر والحمد لله ثم لهذه الدولة الآمنة المؤمنة الراشدة العادلة وإننا في هذا العهد الزاهر الذي قمره بدر ساطع وأرضه ربيع مزهر وسماؤه سحابة خير ممطرة ونسيمه عليل وثماره يانعة عهد الإمام الصادق العادل الوالد الحنون صاحب القلب الطاهر والهمة العالية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله ورعاه وجعل الجنة مثواه أحب شعبه وأحبوه مكارمه متوالية ومواقفه المشرفة لا تنسى حينما مرض كان مرضه مرضنا جرحه جرحنا ألمه ألمنا ولكن لا نملك إلا أن دعونا الله أن يجعل شفاءه عاجلاً ويعيده لنا سالما معافى والحمد لله تحقق المراد وشفى الله حبيبنا ومليكنا كنا نتابع الأخبار لحظة بلحظة لنسمع ما يسرنا وأملنا بربنا فرحتنا فرحة كبيرة حينما رأينا محياه الطلق في المطار بين مستقبليه إخوته ورجاله وشعبه الذين انتظروه لتعود لهم فرحتهم وتهنأ أنفسهم, فرح الشعب صغارا وكباراً ونساء ورجالاً أهدى لشعبه المراسيم الملكية الكريمة والعطايا السخية وكل ذلك دليل على شهامته ورجولته ورحمته بشعبه ومحبة لهم وكل ذلك بفضل الله سبحانه الذي جعل السعودية تحت راية واحدة وكلمة سواء وصفا واحد وعقيدة صافية والله أسأل أن يديم علينا هذه النعمة ويرزقنا شكرها ويزيدنا من واسع فضله وإن لي هدية أهديها من قلب يحمل لولاة أمرنا الحب والبيعة والولاء والنصح أن نعرف قدر النعمة التي نعيشها وحدة الصف وتحكيم شرع الله والأمن الذي عم البلاد تحت راية حكومتنا الرشيدة حرسها الله. أولاً: الشكر لله سبحانه على هذه النعم فالنعم بالشكر تدوم وذلك بلزوم طاعة الله وتقواه في عبادتنا وعقيدتنا وفي شأننا كله وتعاملنا مع الآخرين، فالدين المعاملة. ثانياً: السمع والطاعة لولاة أمرنا فهذا واجب شرعي فبالسمع والطاعة لولاة الأمر يدوم الأمن والأمان لأن الله الحكيم بمصالح خلقه أمرنا بطاعة ولاة الأمر لتستقر الأحوال وتتوحد الكلمة وينتهي النزاع. ثالثاً: الابتعاد كل البعد عن الخوض بما لا يعني الإنسان وترك الأمور لأهلها والقوس لباريها. رابعاً: البعد عن الفوضى وعدم التأثر بدعاة الفتنة. خامساً: بما أننا ننعم بنعمة الأمن الذي يعتبر والحمد لله من أكبر النعم التي بها بعد الله تؤمن السبل والطرق والدور والمساكن ويتعبد العبد آمنا ونهنأ برغد العيش ويؤخذ على يد السفيه ويؤطر على الحق أطرا, فلنحافظ على ذلك بأن نحس بقيمة الأمن ووحدة الكلمة، وأن نهتم به ونحافظ عليه فنضع أيدينا بأيدي ولاة أمرنا ورجال أمننا ونكون عباد الله إخوانا وأن نتعاون على البر والتقوى ونبتعد عن الإثم والعدوان فنبلغ جهات الاختصاص عمن يريد زعزعة الأمن بأي جريمة كانت سواء فكرية أو عقدية أو معلوماتية أو أخلاقية أو مخدرات أو غير ذلك من الجرائم والشرور فالأمن ليس رخيصا والمستفيد منه الجميع إذا فالمسئولية على حفظ الأمن على الجميع كل بحسبه بما يتوافق مع شرع الله وتوجيهات ولاة الأمر الذين حكموا بالكتاب والسنة والحمد لله. سادساً: أن نحرص على التكاتف والتكافل الأسري والاجتماعي اللا عنصري والتناصح الصادق فيما بيننا والتوجيه بما أمرنا الله به بالحكمة والموعظة والجدال بالتي هي أحسن وإنكار المنكر بالإسلوب البعيد عن الغلظة وعدم القوة واليد من غير ذي سلطة تخوله من قبل ولي الأمر كهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والشرطة وغيرها من الجهات الرسمية المخولة بمعالجة المعوّج في أمر دينه ودنياه. سابعاً: أن نحذر من تحت أيدينا من الوقوع في شراك وحبائل أصحاب الأفكار الضالة ونبين حق الولاة والسمع والطاعة ومسئولية الأمن وقيمته ولزوم جماعة المسلمين جماعة ولاة الأمر. فدرهم وقاية خير من قنطار علاج، وأتباع الهوى مرض للقلوب ومرض القلوب والفكر أشد خطراً من الأمراض القاتلة فمريض الفكر ضرره متعدٍ يهلك الحرث والنسل ويسعى في الأرض فساداً. وأخيراً وليس آخرا أسأل الله سبحانه أن يديم على بلادنا أمنها وإيمانها وسلمها وإسلامها ووحدة كلمتها وصفها تحت راية العقيدة الإسلامية لا إله إلا الله محمد رسول الله راية حكومتنا الرشيدة أدام الله عزها ونصرها تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين حفظه الله وأدام عليه لباس الصحة والعافية والعز والتمكين. إبراهيم بن عبد الله بن إبراهيم المطرودي - رئيس المحكمة العامة في محافظة عيون الجواء