في فناء الحرم الجامعي، وفي ركن قصيّ كانت الفتيات الأربع يحتفلن بيوم الأمنيات، أحضرت إحداهّن أربع بالونات.. وبأنفاس متقطعة أخذت كل واحده تنفخ بالوناً ثم كتبت عليه أمنياتها وأحلامها المسكونة بالأمل.. - نوف « أتمنى أن أتزوج هذي السنة « - عبير كتبت باللون الأحمر على بالونٍ ابيض « أحبك يا سعود مووت « - أريج.. « يا ليت أتوظف بعد التخرج « - أما أحلام فتركت البالون فارغاً ولم تكتب شيئا، لأنها لا تحلم بشيء ابدأ انطلقت البالونات هائمة.. وفي السماء كانت أمنياتهن تحلق بعيداً بعيدا في الهواء. اعتراف على عتبات قلبها يصعد.. رويداً رويدا وعندما.. قالت له (أحبك) هوى الأعمى بين الأزقة الضيقة المفضية إلى شارع فسيح يسيران معاً خطوة بخطوة كجسد واحد، لا ينفصلان. مكللة بالسواد من رأسها إلى أخمص قدميها عيناها لا ترى أمامها، نحيلة الجسد فارعة الطول، خطواتها المتعثرة تقودها ببطء دونما تركيز في حين أن خطواته تلازم خطواتها, وهوممسك بذراعها الأيسر كغريق متشبث بقطعة خشب لتنجيه من الغرق ولتبعث فيه شيئاً من الحياة. تسحبه بيدها وهي تلتفت يمنة ويسرة لتعبر به إلى الجهة الأخرى حيث متجر العطار.عند أول عتبة في مدخل المحل عَثر الاثنان معاً فأخذ العطار يتمتم : كيف لأعمى أن يقود أعمى!