الحمد لله الذي منَّ بالشفاء على قائدنا ووالدنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله من رحلة علاج ونقاهة. كم هي ساعات مخيفة كل ساعة فيها كيوم، وكم هي أيام عصيبة كل يوم فيه كشهر، وكم هي شهور مملة كل شهر فيها كعام، فعلا أنها كذلك أثناء الوعكة الصحية التي ألمت بملك الإنسانية، وحبيب الشعوب وصاحب الإنجازات، رجل السلام، بكل اختصار «ملك القلوب». فمنذ مغادرته مملكتنا الحبيبة والحزن قد أكمل سيطرته على النفوس بعد أن سيطر نسبياً أثناء فحوصاته بالرياض، نعم إنه الحزن على من أحبنا وأحببناه، على من خاف علينا فخفنا عليه، عل من سعى لتحويل مملكتنا مملكة للإنسانية والسلام للمحبة والوئام، ملك أحبه الله فأحبه شعبه، وعد وأنجز، قال ونفذ، لازم الفراض وهلت دموع شعبه، حقاً إنه الولاء والسمع والطاعة، إنها المحبة والمودة في الله تلك المحبة الصادقة التي يختزنها شعب تجاه مليكه. لا شك ولا خلاف أنه لا يوجد في ديننا الحنيف سوى عيدي الفطر والأضحى المبارك وإلا لجعلنا قدومك للبلاد عيداً ثالثاً، ولكننا ملتزمين بتعاليم ديننا، وسنجعله يوماً سعيداً فقط، ولحظات مباركة دون أن تكون عيداً تلك هي التي ستطأ قدماك أرض البلاد سالماً غانما. نمني النفس بأن نفعل ونفعل بأن نحول أرض الطرقات لورود، وإنارات الشوارع لشموع، وبيوتنا لمباخر تفوح منها رائحة العود، نريد أن نحول تبوك لبستان يختال من الحسن، يعلو محياه الفخر ابتهاجاً باستقبالك، يتمنى أن يحضنك ويهنئك بسلامة الوصول، كل هذا نتمنى أن نفعله ولكن ليس بوسعنا سوى ماهو أجمل وأفضل من كل ما ذكر، ألا وهو الدعاء والابتهال من قلب صادق أن يحفظك الله لنا ويطيل بعمرك ويمتعك بالصحة والعافية. سيدي لقد أسعدت شعبك فأحبوك، أحببت شعبك فأخفوا عليك، خفت على بلادك من الأعداء فتمنوا عودتك بخير وسلامة، عدت بخير وسلامة فاستقبلوك بالحب والورود، ذلك باختصار حل معادلة الحب المتبادل بين القيادة والشعب، وبين المحب والمحبوب، وبين الراعي والرعية، مليكنا الله يرعاك، وعلى دروب الخير يسدد خطاك. علياء محمد الغزاوي- تبوك