أرجع وكيل وزارة الثقافة والإعلام، والمشرف على معرض الرياض الدولي للكتاب الدكتور عبدالله الجاسر تصنيف المعرض كالأول عربياً بلا منازع من حيث قوته الشرائية والثاني على المستوى العربي، إلى الاهتمام والرعاية المباشرة التي يحظى بها من لدن خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده وسمو النائب الثاني، ومتابعة ودعم وزير الثقافة والإعلام. ورحب د. الجاسر في تصريحات ل(الجزيرة) عصر أمس من مقر المعرض (حيث نقل مكتبه إلى هناك)، بجميع الزوار والمرتادين والعائلات، وقال: إن الوزارة بكافة إداراتها وضعت ثقلها لإنجاح فعالياته وأنشطته المختلفة، وجنّدت منسوبيها لخدمة هذا الصرح الثقافي وإنجاحه. إلى نص الحديث مع الدكتور عبدالله الجاسر.. ما الجديد في معرض الرياض الدولي للكتاب هذا العام؟ - في كل دورة جديدة لهذا العرس الثقافي، هناك العديد من الأنشطة والفعاليات سواء على صعيد المحاضرات الثقافية أو الندوات أو استضافة عشرات المؤلفين إلى جانب أنشطة أخرى تتعلق بأجنحة الطفل والمرأة وتوقيع الكتب وغير ذلك. اليوم معرض الرياض الدولي للكتاب لم يعد متجراً لبيع الكتاب وتسويقه واقتنائه وإنما تجاوز ذلك ليكون حدثاً ثقافياً فريداً وعلامة حضارية لتطوير الكتاب وصناعته. جرت العادة على استضافة دولة كل عام لتكون ضيف شرف.. ماذا عن هذا العام؟ - ضيف الشرف هذا العام هو دولة الهند، وتعلمون أنه في كل عام يتم تحديد ضيف شرف بناء على العلاقات الثقافية التي تربط هذه الدولة ثقافياً مع المملكة العربية السعودية. ونحن في المعرض نسعد أن تكون جمهورية الهند ضيف الشرف وذلك دعماً وتوثيقاً للعلاقات بين البلدين، وتذكيراً بتلك الوشائح القديمة التي تعود إلى أزمان موغلة في التاريخ، ولا يزال المثقف السعودي والعربي يعتز بالقيمة الإنسانية الرفيعة التي تعبر عنها الثقافة الهندية في عصرنا الحالي. هل وجهتم الدعوات لمثقفين ومفكرين في دورة هذا العام؟ - قامت وزارة الثقافة والإعلام بدعوة أكثر من 300 مثقف ومثقفة من جميع مناطق المملكة لحضور هذا المعرض والمشاركة في برنامجه الثقافي الأساسي وكذلك المشاركة في فعاليات المقهى الثقافي وتقوم الوزارة باستضافتهم طيلة أيام المعرض وتأمين السكن والنقل الجوي وغير ذلك. إلى جانب ذلك تقوم الوزارة باستضافة عدد كبير من النخب الثقافية في الوطن العربي، إما للمشاركة في البرنامج الثقافي أو حضور فعاليات المعرض. وماذا عن دور النشر والعناوين المشاركة في المعرض هذا العام؟ - يشارك هذا العام ما يزيد عن 600 دار نشر عربية وأجنبية سوف تعرض ما يزيد على 250 ألف عنوان عربي وأجنبي، إضافة إلى مشاركة اتحادات دور النشر وجمعيات الناشرين، كما أن وزارة الثقافة والإعلام حريصة على إشراك أكبر عدد من الدوائر الحكومية والمؤسسات والشركات الخاصة ومراكز البحوث العلمية والجامعات السعودية ودور النشر السعودية الخاصة، بما يحقق تمثيل الأطياف العلمية والثقافية والأدبية المختلفة. أعتقد أن مستوى التواصل المعرفي لدى القارئ في المملكة مع الثقافة المحلية والعربية والعالمية سيزداد توسعاً مع معرض الرياض الدولي للكتاب 1432ه-2011م الذي يمثل تظاهرة ثقافية كبرى يشارك فيها الطلاب والمدرسون والباحثون والكتاب والمؤلفون والمثقفون والقراء، ومن المتوقع أن تنشط حركة البيع والشراء بين الزوار والناشرين. هل سيتم تكريم أي من دور النشر لهذا العام؟ - المكرمون من رواد دور النشر عددهم ستة، إلى جانب بعض من رموز الشخصيات الثقافية التي كانت لها إسهامات واضحة في العمل الثقافي. ولدينا تفكير في العام القادم أن تكون هناك شخصية العام الثقافية، بحيث يحتفي المعرض بشخصية ثقافية سعودية، ليتم التركيز على إنتاجها وأثره على المجتمع السعودي، مع تخصيص جناح خاص في المعرض لمختلف مؤلفاته كنموذج ثقافي يحتذى به في مختلف الميادين وعلى كل المستويات. إلى أي درجة أنتم متفائلون بنجاحات مماثلة للمعرض كما تحقق في الأعوام السابقة؟ - نحن متفائلون إلى أبعد الحدود. ويكفي هذا المعرض فخراً الرعاية الكريمة من لدن خادم الحرمين الشريفين والقيادة الرشيدة. المعرض يشكل عرساً للثقافة في المملكة العربية السعودية والوطن العربي وأثبت المعرض رغم حداثة تكوينه حضوره الثقافي الفاعل في دنيا الثقافة العربية، بل بات محط أنظار المثقفين والمثقفات داخلياً وخارجياً وهو أيضاً حدث اجتماعي يهم الأسرة السعودية. ولعلكم تعلمون أن المعرض احتفل في سنواته الأولى بمسيرة التأليف والنشر في المملكة وتطورها تطوراً لافتاً انعكس على نحو كبير على الرواية السعودية ومكانه دور النشر السعودية والعربية واحتضان حراك التأليف والنشر بكل أبعاده الجديدة فكرياً وفلسفياً حتى أصبح المؤلف والكتاب السعودي يحتل مكانة متقدمة في سوق الكتاب العربي. المفرح واللافت على هذا الصعيد أيضاً أن معرض الرياض الدولي للكتاب هو الثاني (عربياً) بعد معرض القاهرة الدولي وفقاً لاستطلاعات مؤسسة الفكر العربي في تقريرها الثالث للتنمية الثقافية وهو الأول بلا منازع عربياً من حيث نسبة قوته الشرائية في كل عام.