منذ أن غادر خادم الحرمين الشريفين حفظه الله ورعاه وبالصحة والعافية متعه، وللشعب أطال بعمره وأبقاه، منذ وقت مغادرته أرض الوطن والشعب يترقب عودته بفارغ الصبر، فقد تابع الجميع مراحل علاجه بداية من الفحوصات بالرياض ومروراً بعلاجه بالولايات المتحدة وانتهاء بفترة نقاهته بالمغرب الشقيق، خلال هذه الفترة والكل يتلهف عودته، والجميع يدعو المولى أن تتحسن صحته ويبرأ جرحه وتخف معاناته، ويعود لشعبه وهو بكامل صحته وعافيته. في ذلك اليوم وتحديداً عند سماعنا للخبر المفجع المتمثل بوعكته الصحية التي ألمّت به، وبعد أن أجرى بعض الفحوصات التي أجريت له جاءه مجموعة من الذين أرادوا الاطمئنان على صحته والسلام عليه عندها قال كلمته التاريخية «اعذروني عن عدم القيام للسلام عليكم « هذه الكلمات التي أثلجت صدورنا جميعاً، فقد كان وقعها عظيماً وتأثيرها جسيما، لأنها صدرت من ملك عظيم ترجم أسمى آيات وأعظم معاني التواضع مع من قدم للسلام عليه، لم يكن تفكيره بنفسه ولا بما ألمّ به، بل انصب جل اهتمامه بضيوفه وزواره، بل زاد على ذالك بقوله «دامكم بخير أنا بخير» فهذه أجمل صورة من صور التلاحم بين القيادة والشعب، بين الراعي والرعية، إننا لنحمد الله ونشكره أن ولى علينا ولاة أمر يحبون شعبهم أكثر من أنفسهم ويخافون الله في رعيتهم، رفع الله قدرهم وأعلى مكانتهم في الدنيا والآخرة قال عليه الصلاة والسلام «ما تواضع أحد لله إلا رفعه». حفظ الله قادتنا وأدام الله على بلادنا أمنها وأمانها، وألبس المولى جلّ جلاله لباس الصحة والعافية على ملك القلوب وحبيب الشعب، وأطال الله عمره على طاعته وعلى خدمة دينه ووطنه على أكمل وجه إنه سميع مجيب. سليمان بن عطا الله العطا الله-رئيس مركز الروضة بالزلفي