يُعدُّ اليوم الذي عاد فيه مليكنا خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله ورعاه - إلى أرض الوطن من الأيام التي تُسجَّل بأحرف من ذهب؛ حيث سعد المجتمع بمختلف شرائحه وطوائفه كباراً وصغاراً بعودة مليكهم إليهم بعد أشهر عدة قضاها خارج الوطن للعلاج والنقاهة. وها هو خادم الحرمين الشريفين يعود بطَلَّته البهية إلى أرض الوطن إلى أهله وشعبه بعد أن مَنَّ الله عليه بالشفاء التام من الوعكة الصحية التي ألمَّت به، التي كان لها أثر بالغ على شعبه الذي حزن لما أصابه، وأخذ يرفع أكف الضراعة إلى الله بأن يُرجعه إلى وطنه وشعبه سالماً معافى. ها هو ذا خادم الحرمين يعود إلينا حاملاً معه بشائر الخير والنماء، ناثراً في ربوع الوطن زهور الخير والعطاء؛ حيث أغدق - حفظه الله - وما زال يغدق على شعبه الذي بادله الحب بالحب والعطاء بالعطاء.. ها هو خادم الحرمين الشريفين يعود إلى وطنه، وبعودته عادت إلى النفوس سكينتها وطمأنينتها، وإلى الشفاه بسمتها، وذهب عن القلوب روعها وخوفها وقلقها.. ها هو يعود في هذا اليوم الذي ليس مجرد يوم كغيره من الأيام المتشابهة في جدار التاريخ، إنما هو يوم متميز يحق له أن يفاخر الأيام ليتخذ له في التاريخ مكاناً بارزاً بوصفه اليوم الذي عاد فيه مليكنا المفدى إلى وطنه، عاد المليك يسبقه الشوق والحنين إلى الوطن، كيف لا وهو ابن هذه الأرض التي وُلِد وترعرع فيها، ولفحته شمسها، وأنضجت سجاياه السمحة، حتى صار جزءاً منها، بل عنواناً لها، عاد المليك وما زالت الأكف مرفوعة بالدعاء له بأن يلبسه الله لباس الصحة والعافية. عاد المليك فابتلت القلوب بالطمأنينة بعد أن كاد يقتلها الظمأ، نعم لا نستغرب مثل هذه المشاعر وهذه العواطف الجياشة نحو ولي أمرنا الملك عبدالله؛ فهو مَنْ علَّمنا وغرس في قلوبنا هذه الخصال الجميلة بفضل صنائعه وأياديه الخيرة التي لم يضن بها على شعبه، بل هو مَنْ يدلنا على كل خير ويدعو إلى أن نكون متحابين متآخين فيما بيننا، وهذا هو ما يحثنا عليه ديننا الحنيف بأن نكون في السراء والضراء كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى. الحمد لله على سلامتك يا سيدي خادم الحرمين الشريفين، ونسأل الله - عز وجل - أن يجعل ما أصابك طهوراً، وأن يلبسكم على الدوام لباس الصحة والعافية، وأن يحفظكم من كل مكروه، إنه ولي ذلك، وهو السميع المجيب.