- حدّث الأصمعي قال: رأيت رجلاً يسأل الناس على جسر الرصافة (في بغداد) ويقول: فقيراً مسكيناً. فقلت له: لِمَ النصب يرحمك الله؟ فقال : بإضمار ارحمواً. - قيل أن رجلاً من اليمن يسمى سهيلاً تزوج بامرأة من الشام تسمى ثريا، فأغرى ذلك الزواج أحد الشعراء فأنشد قائلاً: أيها المُنكح الثريا سهيلاً عمرك الله كيف يلتقيانِ هي شاميةٌ إذا ما استهلت وسهيل إذا ما استهل يماني وكان في ذلك طرفة جميلة. روي أن أحد الظرفاء أراد زيارة أحد أصدقائه الموسرين فركب حماره وانطلق إليه، فلمَّا وصل بيته نزل عن حماره وربطه إلى جذع شجرة قرب الباب ثم دخل على صاحبه الذي رحَّب به وأكرمه أيما إكرام، وبعد أن تناولا ما لذَّ وطاب فطن الضيف إلى حماره فأنشد قائلاً: يا سيدي نظمي يعاب بنثركا وكذاك شعري لا يقاس بشعركا أنا في ضيافتك العشية كلها فاجعل حماري في ضيافة مهركا فضحك صديقه الموسر وأمر غلمانه أن يدخلوا حمار ضيفه ويربطوه جنب حصانه هو لينعم بما نعم به ذلك الحصان المدلل. - من غرائب الشعر العربي نظم هذا البيت فهو يقرأ من اليمين إلى الشمال ومن الشمال إلى اليمين دون أن تتأثر حروفه بترتيب أو يتأثر معناه والبيت هو: مودته تدوم لكل هولٍ وهل كل مودته تدوم وكذلك هذه الجملة إذا قرأتها من اليمين إلى الشمال أو من الشمال إلى اليمين فإنها لا تتأثر: (سر فلا كبا بك الفرس). إنها لغتنا الأم التي نحبها وندافع عنها دائماً.