يستمتع زوار وسكان المحافظات التهامية بمنطقة الباحة - المخواة، قلوة - هذه الأيام بالأجواء المعتدلة والطبيعة الخلاًّبة التي ارتدتها أودية تهامة وجبالها وسهولها إثر هطول الأمطار بشكل متواصل هذا العام عليها. وتُعد قرية «ذي عين الأثرية» من أبرز المواقع الجاذبة للزوار في قطاع تهامة كونها تُمثّل عراقة الماضي الأصيل الذي امتزج بجمال بيوتها الحجرية وعينها الجارية بالمياه ومزارعها الغنية بالموز والكادي والريحان. كما يشتهر القطاع بالعديد من المواقع الأخرى الجاذبة للزوار التي يأتي في طليعتها «جبال شدا الشاهقة» التي تضم في أعلى قممها المرتفعة عن سطح البحر بأكثر من 2200 متر محمية للنمر العربي وبعض النباتات الأخرى التي يصل عدد أنواعها نحو 450 نوعاً، وهو ما يُشكِّل نسبة 25 في المائة من النباتات في المملكة. وتحظى أسواق تهامة هذه الأيام بحركة كبيرة من الزوار والمتنزهين وبخاصة الأسواق الشعبية الغنية بالتراث وأنواع النباتات العطرية والحبوب والعسل والمصنوعات المحلية من الخشب والجلد والحديد إلى جانب الخضروات والفواكه. ومن أبرز ما يميز قطاع تهامة المطاعم الشعبية المنتشرة التي تشتهر بالأكلات الشعبية كالعصيدة والمرق والحنيذ والمندي والمظبي والشواء بمختلف أنواعه إضافة إلى مطاعم المضغوط والكبسة والأكلات السريعة. وتُعد مشروعات الطرق العملاقة الرابطة بين السراة وتهامة من العوامل الأساسية التي أسهمت في تسهيل الانتقال لهذه المناطق التهامية والمراكز التابعة لها بكل يسر وسهولة إلى جانب إسهامها في نمو الخدمات السياحية بمختلف أنواعها بشكل كبير. ويُمثِّل طريق عقبة الملك فهد بمنطقة الباحة المنفذ عام 1404ه الحلقة الأقوى بين شبكة الطرق الرابطة بين السراة وتهامة إلى جانب طريق عقبة الملك خالد بالمندق وطريق عقبة بلجرشي، حيث يبلغ طول الطريق حوالي - 46 - كيلاً يتخلله - 25 - نفقاً و- 62 - جسراً نُفذت بمواصفات عالية وبارتفاعات كبيرة تحمي - بإذن الله - مستخدمي الطريق خصوصاً خلال هذه الأيام التي تتزايد فيها كمية هطول الأمطار والسيول على المنطقة. وكان القطاع التهامي لمنطقة الباحة قد شهد خلال السنوات الماضية نمواً متسارعاً، حيث انتشرت المراكز السكنية والاستراحات والشقق المفروشة والحدائق والاستراحات، إضافة إلى المشاريع الكبيرة التي نفذتها الدولة كالمدارس وفروع الجامعات والمعاهد الفنية والتقنية والمستشفيات والمراكز الصحية وغيرها من الخدمات المكرّسة لخدمة الأهالي والسكان. وكانت محافظتا المخواة وقلوة والمراكز التابعة لها قد استعدت منذ وقت مبكر من خلال وضع الخطط والبرامج لاستقبال آلاف المتنزهين، فيما تتواصل الاستعدادات بشكل خاص في محافظة قلوة المعنية بتنظيم مهرجان الربيع لهذا العام الذي تتناوب عليه المحافظتان سنوياً، الذي من المتوقع إطلاقه الأسبوع القادم. وفي جانب الخدمات فقد أتمت بلدية محافظة قلوة استعداداتها وجهزت مختلف المتنزهات في المحافظة لاستقبال السياح الراغبين في الدفء بتنوع الجلسات والإنارة والرصف والألعاب ودورات المياه والمظلات إضافة إلى توفير مواقف السيارات الطولية والعرضية، وذلك تمشياً مع ما تشهده منطقة الباحة من توسع سياحي كبير في مختلف المواسم في قطاعي السراة وتهامة. كما كثفت البلدية من جولاتها على المحلات التجارية والمطاعم لمتابعة النظافة باستمرار وذلك وفق خطط مدروسة وزيارات مفاجئة بشكل يومي لضمان سلامة المواطن والزائر على حد سواء.