صدرت الطبعة الثالثة من كتاب (الشرق والغرب منطلقات العلاقات ومحدداتها) للدكتور علي النملة الصادرة عن بيسان للنشر والتوزيع في بيروت وجاء في مقدمة الكتاب أن العلاقات الثقافية بين الشرق والغرب تتعرض منذ قرون إلى قدر كبير من الشد والجذب الفكري والديني. وأنه قد دارت مساجلات فكرية طاحنة حولها ونشأت مدارس فكرية وتخصصات أكاديمية وظهر على الساحة مفكرون من الجانبين نذروا حياتهم وفكرهم لأعمال النظر في هذه العلاقات نشأة وتطوراً وتجاذباً بين عوامل التقارب والتعايش أو الفرقة والعزلة والصراع والتصادم. ويوظف النقاش حول هذه العلاقات في الالتقاء أو تعميق الفجوة بين الشرق والغرب، وقد أسهمت محددات عدة في هذا التوجه أو ذاك ويأتي هذا الكتاب محاولة لرصد هذه المحددات التي آثرت في وجود شكل من أشكال الحوار ومن ثم الالتقاء بين هذين المفهومين. وتحت عنوان (الحقائق) قال الدكتور النملة: هناك حقائق عدة تحكم العلاقة بين المسلمين والغرب وليس كما يقال عادة بين الإسلام والغرب ولا بد من وضع هذه الحقائق في الحسبان عند اعتبار هذه العلاقة ومن هذه الحقائق تلك التي ذكرها المؤلف هادي المدرسي في كتابه لئلا يكون صدام الحضارات. الطريق الثالث بين الإسلام والغرب.ومجمل هذه الحقائق يتلخص في الآتي: 1- الحقيقة الأولى: أن ذاكرة المسلمين تحتفظ بصور سلبية حول تعامل الآخر معهم ذلك أن العالم الإسلامي قد تعرف ولا يزال يتعرف لهجمات غير مسوغة من قبل أرباب الديانات الأخرى وأتباعها. 2 - الحقيقة الثانية: أن معظم الأقطار في العالم الإسلامي قد تعرضت للاحتلال (الاستعمار العسكري) المباشر وترك آثاراً سلبية. 3 - الحقيقة الثالثة: أن هناك تميزاً ضد المسلمين وقائما على سوء فهم العالم الإسلامي مبنيا على استقاء المعلومات من علماء غربيين مستشرقين لم يكونوا في مجملهم منصفين للمسلمين.