من الطفرات الطبية الهائلة في أوائل القرن العشرين التحول التدريجي من الجراحات التنويمية إلى جراحات اليوم الواحد، مما أدى إلى عدم تكدس المستشفيات بالحالات الجراحية، مع تطور سرعة الأداء وزيادة معدل الجراحات سنويا مقارنة بما قبلها، وتقليل نفقات الخدمات الجراحية نظراً لقصر وقت الخدمة الجراحية, أضف إلى ذلك التقليل من حجم العدوى التي تنتقل بين المرضى نتيجة التنويم لعدة أيام في الجراحات التنويمية، لذا نعتبر هذه المزايا المصاحبة لجراحات اليوم الواحد هي نتائج هذه الطفرة التحولية. والآن أصبحت جراحات اليوم الواحد تصل إلى 60% من إجمالي عدد الجراحات، وفي المستقبل القريب سوف تصل هذه النسبة إلى 90% من إجمالي عدد الجراحات الذي سوف يؤدي بدوره إلى تقليل كبير في نفقات الخدمات الطبية التي تعد المحور الأساسي لهذا التحول. معايير تعريف جراحات اليوم الواحد هناك عدة معايير من خلالها يمكن تحديد ما إذا كانت هذه العملية يمكن أداؤها كنمط جراحات اليوم الواحد أو من خلال نمط الجراحات اليومية. أ- المعيار الأول.. الحالة الصحية للمريض وذلك من خلال أخذ التاريخ المرضي للمريض مع توقيع الكشف الطبي عليه وإجراء التحاليل الطبية المطلوبة، وبشكل عام يتم اختيار مرضى جراحات اليوم الواحد حسب تصنيف جمعية زمالة التخدير الأميركية كمرضى الدرجة الأولى أو الثانية.وتعريف مرضى الدرجة الأولى (ASAI) هم المرضى الذين لا يعانون من أي شكوى مرضية أو أية علامات طبية عند فحصهم طبياً (وهم الأشخاص الأصحاء). أما مرضى الدرجة الثانية (ASAII) هم المرضى الذين لديهم أمراض مزمنة ولكنها مستقرة ودرجتها ليس لها خطورة على حياة المريض مثل مرضى السكر والضغط والربو ولكنهم يتلقون علاج بشكل منتظم وحالة الضغط والسكر تحت السيطرة ومنضبطة.وفي بعض الحالات الاستثنائية نجد مرضى الدرجة الثالثة (ASAIII) وهم المرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة مصحوبة بدرجة مرتفعة من الخطورة ولكنها لا تمثل تهديدا دائما لحياة المريض.. مثل مرضى الفشل الكلوي الذين تحت جراء جلسات الغسيل الكلوي المنتظم الذين يأتون إلى مراكز جراحات اليوم الواحد لتركيب توصيلة شريانية وريدية تحت التخدير الموضعي من أجل الغسيل الكلوي. ب- المعيار الثاني.. نوعية العملية 1 تستبعد العمليات التي قد يصاحبها نزيف بنسبة عالية والتي قد تستلزم عملية نقل الدم. 2 تستبعد عمليات فتح البطن والغشاء البريتوني من نمط هذه الجراحات . 3 تستبعد عمليات المخ والأعصاب وعمليات جراحات القلب والصدر والجراحات التي تحتاج إلى رعاية مكثفة بعد العملية (العناية المركزة والعناية القلبية). ج- المعيار الثالث.. السن 1 تستبعد حالات الأطفال المولودين مبكراً نظرا لعدم اكتمال نمو مركز التنفس لديهم بالإضافة إلى نقص المادة الكيميائية المتسببة في عدم انكماش الرئتين مما قد يحتاج إلى تنفس صناعي بعد العملية. 2 تستبعد بعض حالات كبار السن (الشيخوخة) من نمط جراحات اليوم الواحد وخاصة هؤلاء المرضى ذوي الحالات الطبية الغير مستقرة نظرا لكثرة الأمراض المصاحبة الغير مستقرة الذين غالبا ما يحتاجون إلى رعاية مركزة في مرحلة ما بعد العملية. د- المعيار الرابع.. بعض الحالات المرضية: نستثني بعض الحالات المرضية من إجراءها تحت نمط جراحات اليوم الواحد مثل: 1 السمنة المفرطة المرضية المصاحب لها التوقف اللحظي للتنفس أثناء النوم. 2 بعض مرضى الأمراض النفسية والعصبية وذلك بسبب التفاعل الجانبي الضار الذي قد يحدث بين بعض أدوية الأمراض النفسية وأدوية التخدير مما يصعب معه خروج المريض في نفس يوم العملية. 3 لابد أن يتواجد المريض في نفس المدينة التي سيجري فيها عملية جراحة اليوم الواحد لمدة 24 ساعة من العملية ولا يسمح للمريض السفر مباشرة بعد خروجه من المستشفى إلا بعد مرور 24 ساعة لأنه قد يحتاج إلى خدمات إضافية بعد العملية مثل علاج للقيء والغثيان والألم إن وجد. 4 لا يسمح للمريض بقيادة السيارة بنفسه إلا بعد مرور 24 ساعة من زمن إجراء العملية وذلك لضمان انتهاء مفعول أدوية التخدير التي قد تؤثر على تركيز المريض أثناء القيادة. 5 قد يتم تنويم المريض بالمستشفى وتحويل نمط العملية من نمط جراحات اليوم الواحد إلى نمط الجراحات التنويمية وذلك في حالة حدوث أي مضاعفات تستدعي التنويم مثل وجود غثيان دائم أو قيء أو ألم شديد أو دوخة تستدعي العلاج والمكوث بالمستشفى حتى العلاج وزوال تلك الأعراض، مما يستدعي الموافقة المكتوبة من المريض بأنه قد تستدعي الحاجة إلى تنويم المريض عند اللزوم وذلك قبل العملية. د. مأمون إسماعيل - استشاري التخدير والعناية المركزة