منعت الشرطة طائرة تابعة لشركة لوفتهانزا من العودة إلى ألمانيا أمس الأول بعد العثور على حقيبة تحتوي على مسحوق أبيض أثارت مخاوف باحتوائها على جراثيم الانثراكس «الجمرة الخبيثة» القاتلة. وقال وزير الصحة البرازيلي خوسيه سيرا بعد ساعات من المخاوف المتزايدة إن تحليل المادة في أحد كبار المعاهد وهو معهد أوزوالدو كروز لم يجد أثرا للبكتريا فيها مما يعني «بنسبة 98 في المائة أنها لم تكن ملوثة بالانثراكس». وقال إنه سيتم السماح للطائرة بالاستمرار إلى وجهتها الأصلية وهي ألمانيا بناء على نتائج التحليل. إلا أن الوزير أضاف أنه سيتم إجراء المزيد من التحليل على المسحوق وأنه قد لا يتم التوصل إلى حكم نهائي قبل اليوم «الاربعاء». وقال الوزير إنه سيتم إرسال فرق متخصصة إلى مطارات البرازيل ومكاتب البريد في مختلف أنحاء البلاد لفحص أي حقائب أو طرود مثيرة للشك. وأضاف الوزير الذي كان قد طلب من الشعب التمسك بالهدوء إن الحكومة لا تريد أن تثير الفزع بين العامة «إلا أننا لا نستطيع المخاطرة في أمور تتعلق بالصحة العامة». وقال إن البرازيل لديها كميات من المضادات الحيوية تكفي لعلاج 500.7 حالة إذا ما حدث وباء للإصابة بالانثراكس على أراضيها. وكانت عاملة نظافة بالطائرة قد عثرت على الحقيبة أسفل مقعد بعدما غادر الركاب الطائرة، و قد تم عزل فريق النظافة المكون من 20 شخصا ويتم علاجهم بالمضادات الحيوية. ويحاول المسؤولون تتبع تحركات كافة الركاب الذين هبطوا من الطائرة وعددهم 210 ركاب. وتعد هذه القضية هي الاخيرة من بين سلسلة تحقيقات لا تنقطع حول المساحيق البيضاء المشتبه فيها، والتي يثبت غالبا أنها ليست سوى إنذارات كاذبة. وترجع المخاوف إلى وفاة شخص واحد على الأقل في الولاياتالمتحدة بعد تعامله مع خطاب ملوث بالانثراكس الذي يصيب الماشية عادة ويندر أن يصل إلى البشر. وأصيب عدد آخر من الامريكيين في مختلف أنحاء الولاياتالمتحدة بأعراض المرض بعد تلقيهم خطابات تحتوي على مساحيق. ويجري مكتب التحقيقات الفدرالي الامريكي تحقيقا حول احتمال وجود صلة بين تلك الحالات والهجمات الارهابية التي تعرضت لها الولاياتالمتحدةالامريكية في 11 أيلول سبتمبر الماضي والتي أودت بحياة 000. 5 شخص على الأقل عندما اصطدمت ثلاث طائرات يقودها انتحاريون ببرجي مركز التجارة العالمي والبنتاجون فيما هوت الرابعة في ريف بنسلفانيا. وكان رودولف جولياني، عمدة نيويورك قد قال يوم «الاحد» إن ثلاثة أشخاص آخرين في نيويورك تتم معالجتهم بالمضادات الحيوية بسبب تعرضهم لجراثيم الانثراكس. وأضاف أنه تم اكتشاف جراثيم متناهية الصغر عندما أجريت اختبارات على أحد مسؤولي الشرطة واثنين من الفنيين بالمعامل للاشتباه في إصابتهم بالمرض. وكان الثلاثة قد قاموا بإجراء اختبارات على اثنين من موظفي شبكة إن.بي.سي التلفزيونية الامريكية ظهرت عليهما الاصابة بمرض الجمرة الخبيثة. وشدد جولياني على أن التعرض لجراثيم الانثراكس لا يعني بالضرورة الإصابة بالمرض. وأضاف قائلا «يتم معالجتهم، وذلك لا يعني أنهم مصابون بمرض الانثراكس». وأردف جولياني قائلا إنه تم اكتشاف بكتريا الانثراكس في المخاط الأنفي لضابط الشرطة الذي عثر على خطاب يحتوي على جراثيم الانثراكس يوم الجمعة الماضي في مكتب شبكة إن.بي.سي في نيويورك. كما ظهرت أعراض المرض لدى أحد فنيي المعامل. وأضاف جولياني أنه اكتشف أيضا إصابة فني آخر بالمعامل بجراثيم الانثراكس في وجهه.