السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، زارني قبل أيام أحد زملاء الدراسة وقد أتى بصحبة عائلته وبينما كنا نتحدث عند باب المنزل حانت مني التفاتة إلى سيارته حيث كانت زوجته وأولاده فيها وكانت عفوية وقد تكررت للأسف تلك النظرة ويعلم الله أنها كانت عفوية بعدها أصبح زميلي ينظر إلي ثم إلى سيارته وكان لسان حال يقول هل هناك من ينظر ويشير لك؟ انتهت زيارته وذهب وبعد ستة أشهر اتصل علي رقم غريب رديت ولكنه أقفل الخط! وبعد دقائق اتصل بي زميلي من جواله ولم يكمل الاتصال! اتصلت عليه مباشرة واستفسرت عن سبب قفل الاتصال!؟ أنكر أنه قد اتصل! فرد علي أنه قد وجد رقمي في جوال زوجته! شعرت أن زميلي يضمر أمراً ما فلم أعلق وتمالكت نفسي وأنهيت المكالمة بسلام. بعدها أصبح يكلمني من وقت لآخر ويرمي علي الكلمات بالسخرية تارة وبالتهديد تارة! أخي د خالد.. كيف أتصرف مع هذا الزميل؟ هل أعامله بالمثل؟ أو أتجاهل اتصالاته حتى تنقطع علاقتي به؟ أرشدني وفقك الله.. - ولك سائلي الفاضل الرد: من أهم الأمور التي تحد من المشاكل وتقضي عليها (المبادرة) لحلها لأن تركها يجعلها تتسرطن وتتضخم حتى يصعب حلها فأحيي فيك مبادرتك نحو إيجاد حل عاجل لهذه الأزمة، ويبدو لي أن الشك قد تعاظم وتضخم في عقل صاحبك مما دفعه لهذه التصرفات الغريبة. تقول إنه اتصل ابتداء من رقم غريب وذكر أنه جوال زوجته وأرجح أن الزميل يريد بهذا التصرف أن يجس نبضك ويتحسس ردة فعل حيث إن شكا كبيرا قد تملكه وسيطر عليه! سألتني هل أعامله بالمثل؟ أو أتجاهل اتصالاته وكلا هذين الحلين سيعمق المشكلة ويصعد الأمر ولربما قلب الشك إلى يقين!! أخي الكريم أريدك الآن أن تقفز من دائرتك إلى دائرة زوجته وهي الطرف الأضعف في الحلقة، مادام الرجل قد سيطر عليه الشك فأجزم أنه قد قلب حياتها وحياته إلى جحيم لايطاق والوضع بالنسبة لك أسهل بكثير لذا المطلوب التصرف السريع لتجلية الحقيقة وإنهاء الوضع، اتصل عليه واحتفِ به واطلب منه زيارتك في بيتك وقل له أنك تريده في موضوع مهم ولا تخبره بالأمر وأصر على حضوره وإذا زارك افتح الموضوع معه من بداياته موضحاً له طبيعة تلك النظرات التي صدرت من غير قصد والتي أحسست بانزعاجه منها واحلف له أنها كانت عفوية بلا أي قصد وعبر له عن مشاعرك وقلقك الشديد من شكوكه وبيّن له احترامك وتقديرك لشخصه وبين له مدى الظلم الذي لحقك من شكوكه وأنها من عمل وأوهام الشيطان،.. وبهذا التصرف ستبرئ ذمتك وتعمل ماهو مطلوب منك وأظنك بهذا التصرف الإيجابي ستريح صاحبك وتحمي بيته من الانهيار وفي حال عدم تجاوبه معك فقد عملت ماهو مطلوب منك، أخي الحبيب من الدروس المستفادة من قصتك هي لزوم السيطرة على النظرات فهي السبب فيما يبدو لي لكل ما حدث لك. وقد قال ابن القيم -رحمه الله- عن النظرة ووصفها بأنها سهم مسموم من سهام إبليس، ومن أطلق لحظاته دامت حسراته وتذكر أن الناس ليس لهم إلا ظاهر التصرف فلن يشقوا قلبك لفحص نوايا... وفقك الله ويسر أمرك وفرج همك. شعاع: سعادة معظم الناس لا تهدمها الكوارث الكبرى، بل بالتكرار البطيء للأشياء الصغيرة المدمرة.